مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 313 مشاهدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام الخرقي هو العلامة شيخ الحنابلة، أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبدالله بن أحمد الخرقي البغدادي الحنبلي، صاحب المختصر المشهور في مذهب الإمام أحمد، وقرأ العلم على أبي بكر المروذي، وحرب الكَرماني، وصالح وعبدالله ابني الإمام احمد بن حنبل، وكان فقيه النفس، حسن العبارة بليغا، وقد كان الخرقي هذا من سادات الفقهاء والعبّاد، كثير الفضائل والعبادة، وخرج من بغداد مهاجرا لمّا كثر بها الشر والسب للصحابة رضي الله عنهم وأودع كتبه في بغداد، فاحترقت الدار التي فيها الكتب، وعدمت مصنفاته، وقصد دمشق فأقام بها حتى مات في هذه السنة، وقبر بباب الصغير يزار قريبا من قبور الشهداء، وذكر في مختصر الحج "يأتي الحجر الأسود إن كان موجودا" وإنما قال ذلك لأن عند تصنيفه لهذا الكتاب كان الحجر قد أخذته القرامطة وهو في أيديهم في سنة ثلاثمائة وسبع عشرة.
ولم يُرد إلى مكانه إلا سنة ثلاثمائة وسبع وثلاثين، وله المصنفات الكثيرة في المذهب، ولم ينتشر منها إلا المختصر في الفقه لأنه خرج من مدينة السلام لما ظهر سب الصحابة رضي الله عنهم وأودع كتبه في درب سليمان، فاحترقت الدار التي فيها الكتب ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد، وقال ابن كثير قال ابن بطة مات الخرقي بدمشق سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وزُرت قبره، وتوفي الإمام الخرقي في سنة ثلاثمائة وأربع وثلاثين من الهجرة، ومن مصنفات الإمام الخرقي هو مختصر الخرقي واسمه متن الخرقي وهو على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني أحد كتب الفقه الحنبلي، ألفه الإمام أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله بن أحمد الخرقي ويعد الكتاب من أول ماألفه علماء الحنابلة في الفقه، وقال عبد القادر بن بدران الدمشقي في كتابه المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل ولم يخدم كتاب في المذهب.
مثل ما خدم هذا المختصر، ولا اعتني بكتاب مثل ما اعتني به، حتى قال ابن عبد الهادي في الدر النقي قال شيخنا عز الدين المصري ضبطت للخرقي ثلاثمائة شرح، وقال في المقصد الأرشد قال أبو اسحاق البرمكي عدد مسائل الخرقي ألفان وثلاثمائة مسألة، وبالجملة فهو مختصر بديع لم يشتهر متن عند المتقدمين اشتهاره وقال ابن البناء الحنبلي في شرحه للمختصر، وكان بعض شيوخنا يقول ثلاث مختصرات في ثلاثة علوم لا أعرف لها نظائر الفصيح لثعلب في اللغة، واللمع لابن جني في النحو، وكتاب المختصر للخرقي في الفقه، فما اشتغل بها أحد وفهمها كما ينبغي إلا أفلح، وقال يوسف بن عبد الهادي في الدر النقي وانتفع بهذا المختصر خلق كثير، وجعل الله له موقعا من القلوب حتى شرحه من شيوخ المذهب جماعة من المتقدمين والمتأخرين كالقاي أبي يعلى وغيره، وقال شيخنا عز الدين المصري.
إنه ضبط له ثلاثمائة شرح، واهتم علماء المذهب الحنبلي بالمختصر، فألفوا عليه شروح وحواشي ومنظومات وزيادات على مسائله، وشرحان لغريب ألفاظه، وتخريج واحد لأحاديثه، وقال الإمام الخرقي في مقدمة كتابه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله الطاهرين وأصحابه المنتخبين وأزواجه أمهات المؤمنين قال الشيخ أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي رحمه الله اختصرت هذا الكتاب على مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه ليقرب على متعلمه مؤملا من الله عز وجل الثواب واياه اسأل التوفيق للصواب، وكان للمتن شروح كثيرة منها شرح القاضي أبي يعلى على مختصر الخرقي، وألفه الإمام أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء البغدادي، وكتاب المقنع في شرح مختصر الخرقي.
وألفه لإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنا في أربع مجلدات، وشرح الزركشي على مختصر الخرقي في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل وألفه الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الله الزركشي المصري الحنبلي في سبع مجلدات، وكتاب المغني وألفه موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدرسي الجماعيلي الدمشقي الصالحي الحنبلي، وهو أشهر من أن يعرف به، طبع طبعات كثيرة، يقع الكتاب في خمس عشرة مجلدا، وهناك نسخة طبعتها دار كنوز الإسلام وهي من ثمانية عشر مجلدا، وأيضا حاشية مختصر الإمام أبي القاسم الخرقي في الفقه على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل، وألفه الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن حسين آل إسماعيل، وكفاية المرتقي إلى معرفة فرائض الخرقي، وألفه الشيخ عبد القادر بن أحمد بن بدران.
وهكذا كان العلامة شيخ الحنابلة أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله البغدادي الخرقي الحنبلي صاحب المختصر المشهور في مذهب الإمام أحمد، فكان من كبار العلماء، وتفقه بوالده الحسين صاحب المروذي وصف التصانيف، وقال القاضي أبو يعلى كانت لأبي القاسم مصنفات كثيرة لم تظهر لأنه خرج من بغداد لما ظهر بها سب الصحابة، فأودع كتبه في دار فاحترقت الدار، وقدم دمشق وبها توفي وقبره ظاهر يزار بمقبرة باب الصغير، وقال أبو بكر الخطيب زرت قبره، وتوفي في سنة ثلاثمائة أربع وثلاثين من الهجرة.