دفاعاً عن الأخلاق والمبادئ.. دفاعاً عنكم

بتاريخ :الثلاثاء 31 مايو 2022

الناشر :Heba   عدد المشاهدات : 198 مشاهدات

دفاعًا عن الأخلاق والمبادئ.. دفاعًا عنكم
————-
بقلم /د. تامر عبد الحافظ
متابعه /إيهاب كساب 
=========================
ليس هناك أفجع من أن تجد نفسك ضللت السبيل وكنت تظن أنك مهتدٍ.
إنها الفتنة التي يثيرها البعض ظنًا منه أنه من المصلحين، عندما تجد الشماتة إلى قلبك السبيل والضلالة إلى عقلك المسكين، وتعتقد أنك أتيت بالحق المبين.
الشماتة هي إحدى وسائل الشيطان ليغلف قلبك بطبقة لا ترى النور ولا تجد للهدى طريق، بل تجد في الظلام لذة وشهوة تحارب بها كل ناصح أمين.
انضم في الأيام الماضية إلى قطار الشامتين في وزيرة_الهجرة عدد كبير لم أكن أتخيله، ووصل بهم الأمر أنهم يهاجمون كل من ينصح لهم بعدم الشماتة.
يشمتون في أم لأنها وزيرة ويهاجمون المدافعين عنها بحجة أنه لا يصح أن يدافعوا عنها لأنها وزيرة، أليس فيكم رجل رشيد؟!! تهاجمونها لوظيفتها وتمنعون من يدافع عن مبدأ "عدم الشماتة" بنفس الحجة.
رأيتم فيها السياسية التي تستحق أن تُحاسب لمجرد فيديو مسجل لها وهي تتكلم عن المعارضة أو المهاجمين على الوطن لأنها توعدتهم "بالذبح"، وكأن ما يحدث لإبنها عقابًا لما قالته، وأنتم يا من يسجل عنكم ملائكة عن اليمين والشمال وأقوى من الكاميرات، كم توعدتم أو دعوتم على جار أو صديق أو زميل أو قريب، "إنك تشوف فيه يوم"، هل لأن الله لم يرفع عنكم ستره اعتقدتم أنكم عدالة الله في الأرض؟ أم أنكم صوت الله الذي يقول: ها أنا هنا أنتقم وأحاسب؟ دعوا مشيئة الله تمضي في خلقه ونحن جميعًا من خلقه دون أن تلوموها بقلوب غلفها الشيطان بمشاعر النار وليست بمشاعر الرحمة.
هل ضمن أحدكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة لنفسه ولأهله ولأولاده حتى يعتقد أنه أمِن من مكر الله؟ ويكون لسانه سوط عذاب يجلد به كل من يظن أنه أخطأ وأجرم.
والله إن مقادير الله تجري علينا جميعًا ولا ندري متى وكيف تكون، ولا أحد معصوم من أن يخطئ أو يظلم أو حتى يقتل ظلمًا أو دفاعًا عن النفس، وإن كنت تأمن على نفسك، فهل تأمن على ولدك أن يقع في هذه المحنة؟.
بدلاً من الشماتة التي تملأ القلوب ظلامًا، أملؤوها رحمة، وادعو لأنفسكم ألا يمتحنكم كما يمتحن هذه الأم، وادعو لها في هذه المحنة بدلاً من أن تدعو عليها، ومن يهاجمها بحجة أنه يدافع عن الضحايا، فإن للضحايا أهل وولي أمر ليس لأحد سلطان عليهم في القول أو الفعل حتى يحصلوا على حق ضحاياهم، ولهم قانون يدافع عنهم، ولهم الله إن عاجلاً أو آجلاً سيرد الحقوق إلى أصحابها، ولكن من سيرد إليكم نقاء قلوبكم بعد أن تحرقوها بالحقد والشماتة والظلم؟!.
تصوروا ولو لدقيقة واحدة، ماذا لو كان يدافع عن نفسه، فحدث ما حدث، هل سيكون حكمكم ذاته؟
تملؤونها الدنيا بكمية من المغالطات وتردون عليها، حتى تصيبوا قومًا بجهالة، تمت الجريمة في منتصف أبريل وتم التغطية عليها، وتنسون أن الجريمة حدثت في أمريكا، أي أن ليس لمصر على إعلامها سلطان، حتى مع ساستهم أنفسهم، وتقولون أن مستقبل الوزيرة محتوم خارج الوزارة من أجل عيون أمريكا التي وقعت الجريمة على أراضيها، في رسالة بأن الإرادة المصرية خاضعة لأمريكا، ولو حدث العكس أيضًا سيكون هناك ألف هجوم وهجوم وأن مصر لا تراعي مصالحها من أجل الوزيرة، وغيرها وغيرها من المغالطات التي تبثوها ليس عن علم أو سياسة أو قانون ولكن شهوة الكلام التي تسوق أعناقكم إلى الهاوية.
ما أسهل القلب واللسان الشامت والمغتاب في أعراض الناس!!،وما أجمل أن تلقى الله بقلب سليم.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية