مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :Heba عدد المشاهدات : 161 مشاهدات
أين تصريحات العرب من إغتيال شيرين ابو عاقلة
بقلم : يوحنا عزمي
يكاد الإهتمام العربي والدولي بقضية إغتيال الإحتلال الإسرائيلي للاعلامية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة وما حدث من عدوان إسرائيلي همجي ولا إنساني علي موكب تشييع جثمانها إلي مثواه الأخير ..
اقول يكاد هذا الإهتمام العربي والدولي ان يكون قد تلاشي تماما
إلا من القناة الفضائية التي كانت شيرين تعمل مراسلة لها ولقيت مصرعها وهي تؤدي عملها اثناء تغطيتها الميدانية لعملية اقتحام قوات الإحتلال لمخيم جنين الفلسطيني بالدبابات والمدرعات وكأنهم ذاهبون إلي حرب وليس إلي مخيمات معزولة عن العالم ولا تملك الحد الأدنى من القدرة التي تدافع بها عن نفسها
وهذا التراجع المؤسف في الإهتمام العربي بقضية شيرين ابو عاقلة والتحول عنها إلي غيرها من قضايا الساعة هو ما توقعناه ونبهنا إليه في رسائل عديدة ومتكررة ذهبت اصداؤها ادراج الرياح وكان شيئا لم يكن.
وبالأمس خرج علينا احد كبار المسئولين الأمريكيين بتصريح يقول فيه ان المحكمة الجنائية الدولية ليست المكان المناسب لنظر هذا الملف وان استعجال نتائج التحقيق في واقعة إغتيال شيرين ابو عاقلة هو الأمر المهم الآن .. ولم نسمع تعقيبا عربيا رسميا واحداً علي تصريحات هذا المسئول الأمريكي ..
واغلب الظن هو ان مثل هذا التحقيق لن يتم ، وحتي إذا تم فأنه
لن يكشف الحقيقة ابداً ، وبعد فترة لن تطول سوف يجري إغلاق هذا الملف كغيره من الملفات الحافلة بالجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلي الابد.
كل هذا الذي نعيشه وبكل أسف مع ردود الفعل العربية من جرائم الإحتلال الإسرائيلي ، هو أننا ننفعل ثم نهدأ ، ونثور ثم نخمد .. ونصرخ ونشجب ثم نصمت ونبتلع ألسنتنا ، ونهدد بأعنف العبارات ثم نتخاذل ، ونتقدم للإمام قليلا ثم نتراجع للوراء كثيرا ، ونبكي
ثم نضحك ونحاول ان ننسي ، ثم ناتي اخيراً لنعزي انفسنا بأن ما يحدث لنا من كوارث ومصائب ونكبات هو ما شاءت به اقدارنا ولعل فيه خيراً لنا لا ندريه وان هذا هو الإيمان بالقضاء والقدر ، وليمضي بنا الحال طول الوقت هكذا .. لا نعرف لنا مسارا نتحرك فيه وسوف ننسي شيرين كما نسينا قبلها الآلاف من خيرة شبابنا من الضباط والجنود وغيرهم من المناضلين والمقاومين ممن سطروا بدمائهم وارواحهم ملاحم من البطولة والفداء دفاعا عن عروبة فلسطين وعن حق شعبها في الحياة وتقرير المصير ، وهو ما ادخلنا مع إسرائيل منذ اليوم الأول لقيامها في حروب دامية كثيرة كلفتنا
من الاعباء والتضحيات ما يعرفه الجميع ولسنا بحاجة إلي التذكير.
وبرغم ذلك لم تتوقف إسرائيل يوما عن عدوانها الذي أصبح سلاحها في دفاعها عن وجودها ككيان عنصري استيطاني غاصب ولولا إنها قد آمنت العقوبة لما اساءت الأدب إلي هذا الحد ..
فبدلاً من ان نقاطعها وننبذها ونحاسبها علي جرائمها ، نطبع معها وناخذ قادتها من القتلة والسفاحين في احضاننا بمنتهي الترحيب والحرارة والود ونكافئهم بالمساعدات والحوافز والاستثمارات وبتبادل الزيارات علي اعلي المستويات .. فعن اي ملف نتحدث
او يجب ان نتحدث ..
دعونا نبحث لانفسنا عن شيء آخر نتكلم فيه ...