الدكرورى يكتب عن الدين والإنسان " الجزء الاول"

بتاريخ :الأربعاء 08 يونيو 2022

الناشر :Heba   عدد المشاهدات : 103 مشاهدات

الدكروري يكتب عن الدين والإنسان " جزء 1"
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الإسلام هو التعبد لله سبحانه وتعالى بما شرع، والاستسلام له بطاعته ظاهرا وباطنا، وهو الدين الذي امتن الله به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته، وجعله دين البشرية كلها إلى قيام الساعة، ولا يقبل من أحد سواه، وإن الإيمان هو التصديق الجازم والإقرار الكامل، والاعتراف التام، بوجود الله سبحانه وتعالى وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، واستحقاقه وحده العبادة، واطمئنان القلب بذلك اطمئنانا ترى آثاره في سلوك الإنسان، والتزامه بأوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه وأن رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الله، وخاتم النبيين، وقبول جميع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا وعن دين الإسلام، من الأمور الغيبية، والأحكام الشرعية، وبجميع مفردات الدين، والانقياد له صلى الله عليه وسلم بالطاعة المطلقة فيما أمر به، والكف عما نهى عنه صلى الله عليه وسلم وزجر، ظاهرا وباطنا. 

وإظهار الخضوع والطمأنينة لكل ذلك، إن أسمى الغايات، وأنبل المقاصد أن يحرص الإنسان على فعل الخير، ويسارع إليه، وبهذا تسمو إنسانيته، ويتشبه بالملائكة، ويتخلق بأخلاق الأنبياء والصديقين، لذلك، فقد أوصى الإسلام الحنيف الإنسان أن يفعل الخير مع الناس، بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم، وقال ابن عباس رضى الله عنهما نزلت الآية الكريمة بالجحفة وهي ليست مكية ولا مدنية، حيث يقول تعالى فى سورة القصص "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين، وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين، ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين، ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون" فيقول تعالى آمرا رسوله صلوات الله وسلامه عليه. 

ببلاغ الرسالة وتلاوة القرآن على الناس، ومخبرا له بأنه سيرده إلى معاد، وهو يوم القيامة، فيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة ولهذا قال "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد" أي افترض عليك أداءه إلى الناس "لرادك إلى معاد" أي إلى يوم القيامة فيسألك عن ذلك، كما قال تعالى فى سورة الأعراف " فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين "وقال تعالى فى سورة المائدة "يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم، قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب" وقال فى سورة الزمر "وجيء بالنبيين والشهداء" وقال السدي عن أبي صالح، عن ابن عباس رضى الله عنهما "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد" يقول لرادك إلى الجنة، ثم سائلك عن القرآن، وقال الحكم بن أبان عن عكرمة، وعن ابن عباس رضي الله عنهما " لرادك إلى معاد" قال إلى يوم القيامة، وقيل أيضا إلى الموت، وقيل لرادك إلى معدنك من الجنة. 

وقال الحسن البصري، أي والله ، إن له لمعادا، يبعثه الله يوم القيامة ثم يدخله الجنة، وعن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما " لرادك إلى معاد" قال إلى مكة، أي لرادك إلى مكة كما أخرجك منها، وعن مجاهد في قوله " لرادك إلى معاد" أى إلى مولدك بمكة، ووجه الجمع بين هذه الأقوال أن ابن عباس فسر ذلك تارة برجوعه إلى مكة وهو الفتح الذي هو عند ابن عباس أمارة على اقتراب أجله، صلوات الله وسلامه عليه، كما فسره ابن عباس بسورة " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا" أنه أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي إليه، وكان ذلك بحضرة عمر بن الخطاب، ووافقه عمر على ذلك، وقال لا أعلم منها غير الذي تعلم، ولهذا فسر ابن عباس تارة أخرى قوله " لرادك إلى معاد" بالموت، وتارة بيوم القيامة الذي هو بعد الموت، وتارة بالجنة التي هي جزاؤه. 

ومصيره على أداء رسالة الله وإبلاغها إلى الثقلين الجن والإنس، ولأنه أكمل خلق الله، وأفصح خلق الله، وأشرف خلق الله على الإطلاق، وقوله تعالى " قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين" أي قل لمن خالفك وكذبك يا محمد من قومك من المشركين ومن تبعهم على كفرهم، قل ربي أعلم بالمهتدي منكم ومني، وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار، ولمن تكون العاقبة والنصرة في الدنيا والآخرة، ثم قال تعالى مذكرا لنبيه نعمته العظيمة عليه وعلى العباد إذ أرسله إليهم "وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب" أي ما كنت تظن قبل إنزال الوحي إليك أن الوحي ينزل عليك " إلا رحمة من ربك" أي إنما نزل الوحي عليك من الله من رحمته بك وبالعباد بسببك، فإذا منحك بهذه النعمة العظيمة "فلا تكونن ظهيرا" أي معينا، للكافرين" أي ولكن فارقهم ونابذهم وخالفهم "ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك" أي لا تتأثر لمخالفتهم لك وصدهم الناس عن طريقك.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية