مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :Heba عدد المشاهدات : 122 مشاهدات
الدكروري يكتب عن الدين والإنسان " جزء 4"
بقلم / محمـــد الدكـــروري
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عن أكثر الأفعال التي يدخل بها الإنسان الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم له "التقوى وحسن الخلق" وبالطبع من أبهى صور التقوى وحسن الخلق هو جبر الخواطر وتقديم المساعدة بدون مقابل لوجه الله تعالى، وهناك قصة جبر الخواطر مع الشيخ الشعراوي رحمه الله، ويقول الطبيب حسام موافي وهو من أشهر أطباء الباطنة في مصر والوطن العربي، يقول في يوم من الأيام إتصل به الشيخ محمد متولى الشعراوي لكي يحجز كشف عنده ولكنه قال له لا والله يامولانا أنا اللي هاجيلك لحد بيتك، فقام الدكتور حسام بالكشف علي الشيخ الشعراوي وقام بعمله بعد هذا قال للشعراوي ما هو أفضل عمل أفعلة أتقرب به إلي الله فقال له خمن أنت قال له الصلاة قال لا، الصيام قال لا، العمرة قال له لا، قال له فما هي أفضل شئ افعلة لأتقرب الي الله، قال له الشعراوي جبر الخواطر، فتعجب الطبيب وقال له وما دليلك علي هذا يا مولانا ؟؟
قال له الشيخ الشعرواى أنه لا يوجد شخص ملعون أكثر من الشخص الذي لا يؤمن بالله ورسولة، والله عز وجل يقول أرأيت الذي يُكذب بالدين ؟ شايف اللي بيكذب بالدين بيعمل ايه؟ "فذلك الذي يدُع اليتيم" يعني بيكسر خاطر اليتيم، ولا يحُض على طعام المسكين، يعني بيطرد المساكين ومبيأكلهمش ومبيجبرش خاطرهم، تالت حاجه ايه "فويل للمصلين" فجبر الخواطر جاء مرتين قبل الصلاة، فإقتنع الدكتور حسام برأي الشعراوي وانصرف وعزم علي أن يعمل بتلك النصيحة، وفي يوم من الأيام وبعد أن إنصرف الطبيب حسام من المستشفي وكان قد غادر المستشفي بالفعل تذكر مكالمة جارة يطلب منه أن يزور حماتة ليطمأن علي صحتها، فاحتار بين أن يذهب الي بيتة أو يعود ويجبر بخاطر جارة، ولكنه تذكر كلام الشيخ الشعراوي وعاد من أجل أن يجبر بخاطر جارة، وعندما عاد الي المستشفي وهو داخلها جائت اليه جلطة في الشرايين.
ولكنه كان محاط بالأطباء من حولة وحصل علي العلاج في دقيقتين، فيقول الطبيب حسام أن تلك الجلطة إن كانت حدثت له في أي مكان غير المستشفي لكان مات في غضون خمس دقائق لأنه لا يوجد أي شخص يتحمل جلطة في الشريان التاجي لمدة تزيد عن خمس دقائق، ولكن وكأن الله كافأة لأنه عاد لكي يجبر بخاطر جارة فأنقذة الله من تلك الجلطة، ويقول الله تعالى "ولسوف يعطيك ربك فترضى" وهنا تتجلى رحمة الله سبحانه وتعالى بفؤاد العباد الذي تارة يعلو وتارة أخرى يسقط فحث الله سبحانه وتعالى في نفوس المؤمنين بقوله أطمئن ياعبدي إن الله سبحانه وتعالى سوف يعطيك فترضى، وهنا أجبر الله سبحانه وتعالى خاطر العباد المكروبين، وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أحب الناس إلى مكة وفي يوم أجبر من سخط الكفار تركها، فوعده الله سبحانه وتعالى بلطف بقوله يا محمد سوف نردك إليها مرة أخرى فلا تحزن لتثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهنا أجبر الله جل علاه خاطر النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول الله تعالى فى سورة المائدة " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" فعندما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم، تلك الآيه بكى بشدة ورفع يديه وقال "أمتي أمتي وبكى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم بما يبكي محمد، ولكن سأله جبريل ما يبكيك؟ ثم رجع مرة أخرى فأخبر الله سبحانه وتعالى فقال الله جل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك، فأجبر جل علاه بخاطر النبي صلى الله عليه وسلم، فمن تلك المواقف والآيات والأحاديث يتبين لنا أن ما توجد عبادة أفضل من عبادة جبر الخواطر لأنها تبين الرحمة الموجودة لدى العبد، ويحب الله عباده الذين يملكون ليونة القلب، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" وتوجد أقوال في جبر الخواطر كثيرة.
والتي تؤكد لنا أن جبر الخواطر ما هو إلا عمل تقوم به يرده الله لك بشكل مُختلف، وبالطبع أهمية المساعدة لا تشكل أهمية واحدة بل تمتد لتصل إلى المجتمع ككل، فهناك فئة كبيرة من الناس يحتاج إلى المساعدة والمساعدة هنا ليس المقصود بها المادية فقط، حيث يأخذ جبر الخواطر أشكال متعددة منها المساعدة المادية أو الجسدية أو المعنوية والتي تأخذ الأخيرة أيضا أشكال متعددة، من رحمة الله علينا أنه لم يضع ضوابط أو تقويم للجبر ليسهل على جميع الناس القيام به، وتزدحم سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالكثير من الأقوال عن جبر الخواطر تجعل الإنسان أكثر شوقا إلى أنه يقوم به، كقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من يرفع عن مؤمن كآبة الدنيا، ينقذه الله من مشقة الآخرة" ومن أول وأبهى صور الإيمان هو المساعدة لوجه الله تعالى، فهذا التصرف نابع من الرحمة والعطف الذي حثنا الله سبحانه وتعالى عليه في الحياة الدنيا.