مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 155 مشاهدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحياة الطيبة السليمة التي أرادها الله سبحانه وتعالي بمنته وفضله لنا إنما توضحها وترسم معالمها وصراطها حياة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والحياة الطيبة هي الرزق الحلال، والعبادة في الدنيا، وإن طيب الحياة اللازمة للصالحين، إنما هو بنشاط نفوسهم ونيلها قوة رجائها، فالمؤمن رجاؤه بالله عظيم، وتعلقه بالله كبير ولذا لا تضيق عليه المضائق، ولا تصعب عليه الصعوبات التي تواجه غيره لأنه يرجو من الله الفرج، ولولا وجود الأمل في الدنيا، لضاقت بالناس معايشهم، ويقول الله جل وعلا فى سورة النحل، واعدا عباده المؤمنين، ومحرضا لهم على هذا المنهاج القويم "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" فهذا وعد من الله الكريم، وعد من الله الذي قال عن نفسه فى سورة النساء "ومن أصدق من الله حديثا" وعد من الله سبحانه وهو صادق الوعد جل وعلا.
وعد مضمن لقسم منه سبحانه، وتصل حقوق الإنسان في الإسلام إلى أوج عظمتها فيما يتعلق بحقوق المدنيين والأسرى أثناء الحروب، فالشأن في الحروب أنها يغلب عليها روح الانتقام والتنكيل، لا روح الإنسانية والرحمة، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يضع لقادة الجيوش منهجا إنسانيا تحكمه الرحمة، فينهى عن قتل من لا شأن لهم في القتال كالأطفال، والنساء والشيوخ والعجزة وعبّاد الصوامع، فيقول صلى الله عليه وسلم "لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع" رواه احمد، والبزار، والطبراني، وجاء في رواية أخرى "لا تقتلوا وليدا، ولا امرأة، ولا شيخا" وقال صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة "ألا لا يجهزن على جريح، ولا يتبعن مدبر، ولا يقتلن أسير، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن" وكان صلى الله عليه وسلم يوصى أصحابه بالأسرى، ويحضهم على إكرامهم، وحسن معاملتهم، فأين هذه الأخلاق السامية من حروب اليوم؟
التي تشن ضد المسلمين، ويذهب ضحاياها الأطفال والنساء والشيوخ؟ وإن الحق الثاني للإنسان هو المحافظة على نفسه وذلك بتحريم قتله بغير حق، وتشريع الجزاء الرادع ضد قاتله بالقصاص وهو قتل القاتل بغير حق كما شرعه الله سبحانه وأنزل به القرآن فقال تعالى فى سورة البقرة " ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون" وذلك لأن السبيل الوحيد لحقن الدماء هو قتل القاتل لأن من تحدثه نفسه بالقتل إذا علم أنه سوف يقتل كفّ عن القتل فسلم خصمه من عدوانه عليه بالقتل وسلم هو من القصاص، ولهذا سمى الله قتل القاتل حياة، أمّا عقابه بالسجن يأكل فيه ويشرب ويلهو حتى تنتهي محكوميته فإنه تشجيع له على معاودة القتل وتشجيع للآخرين على ارتكاب هذه الجريمة، وكما حرم الله قتل الغير بغير حق فقد حرم الانتحار وتوعد الله قاتل نفسه بالنار يوم القيامة، ولم يقف إهدار دم الإنسان في أنظمة الغرب ومن على نهجهم.
على إلغاء القصاص فحسب بل تجاوزت تلك الدول الكبرى التي جعلت لنفسها حق الفيتو فاستباحت احتلال الشعوب بالقوة واستباحت دماء الأبرياء بما فيهم النساء والأطفال بهدم بيوتهم عليهم كما فعلت الشيوعية بالمسلمين والتي لم تكتفى بقتلهم الجماعي بل حرمت عليهم أداء شعائر الإسلام وفي مقدمتها الصلاة منعوهم منها وهدموا المساجد على المصلين وحولوها إلى مستودعات ومطاعم وغيرها، وإن من حقوق الإنسان هو المحافظة على عقله، فقد حماه الإسلام بتحريم شرب الخمر وغيره من المسكرات والمخدرات، بل أكد هذا التحريم بتشريع جلد السكران أربعين جلدة كلما سكر فإذا لم ينتهى فللقاضي أن يزيد في عقابه بما يردعه، أما النظام الديمقراطي فقد سمح بتقديم الخمر على موائد الطعام في الحفلات والبيوت والمطاعم رغم علمهم أن الخمر أم الخبائث يترتب على السكر بها القتل وهتك الأعراض وإضاعة المال.
فقال الله سبحانه وتعالى محرما شرب الخمر وتناول جميع المخدرات ومحذرا الوقوع في شيء منها لما يترتب عليها من تدمير عقله وجسمه وماله وأسرته ومجتمعه، فقال تعالى فى سورة المائدة " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون" ولما أنزل الله سبحانه وتعالى هاتين الآيتين على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قرأهما على أصحابه وكانوا يشربون الخمر في الجاهلية قبل الإسلام وكانوا مدمنين عليها فما كان منهم لما سمعوا هذا النهي من الله تعالى إلا أن قالوا انتهينا،انتهينا، وأراقوا دنان الخمر في الأسواق حتى جرت كالماء ولم يشربوا بعدها أبدا، وهكذا يترك المدمنون وأصحاب العادات السيئة ما هم عليه من الكفر وسيء العادات إذا دخلوا في الإسلام وتابوا إلى الله تعالى صادقين تركا جازما بلا تردد ولا تدرج.