مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :شريف عدد المشاهدات : 111 مشاهدات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
وقد حرم الله سبحانه وتعالى الميسر، وهو القمار وما في حكمه من المكاسب المحرمة التي تحصل نتيجة المراهنة بين من يلعبون الشطرنج أو الورق أو ما يسمونه باليانصيب وما يشبه ذلك من الأباطيل التي يزورها المحتالون، ودين الإسلام يحرم المعاملات التي فيها جهالة وغبن ومخاطرة تؤدي إلى إلحاق الضرر بأحد الطرفين على وجه غير مشروع، ولم يتوقف حفظ الإسلام لحقوق الإنسان عند الضرورات الخمس المتقدم ذكرها وهي العقيدة، والنفس، والعرض، والعقل، والمال، بل حفظ له جميع الحقوق ومنها حفظه لأمن الإنسان على نفسه وأسرته وماله في بيته وطريقه وسفره، وحفظه لحق الإنسان في الدفاع عن نفسه وذلك الحفظ في الإسلام كان بإيقاف اللصوص وقطاع الطريق وسائر المعتدين عند حدهم بتشريع العقاب الرادع الذي شرعه رب العالمين العالم بما يُصلح عباده وهو أرحم بالجاني والمجني عليه على حد سواء.
فمن رحمته بالجاني أن جعل إقامة الحد عليه كفارة لذنبه فلا يعاقب عليه يوم القيامة إذا كان مسلما، وجعل إقامة الحد على الجاني رحمة بالمجتمع لأنه لا سبيل لحمايته من شر المفسدين إلا بإقامة عقاب الله عز وجل الذي شرعه في القرآن العظيم وسنة خاتم المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام، ومن يعترض على قطع يد السارق بقوله إنه يبقى عالة على المجتمع، يُجاب بأن السارق وقاطع الطريق عضو فاسد في المجتمع فإذا قطع استراح المجتمع من شره ومن شر أمثاله الذين تحدثهم أنفسهم بالسرقة أو قطع الطريق، فإذا كان الإنسان الذي يقرر الأطباء قطع يده أو رجله المصابة بالآكلة وهى الغرغرينة، أعاذانا الله منها ومن كل سوء إذا كان المصاب يوافق على بتر يده، أو رجله لسلامة جسده فإن قطع يد السارق ويد ورجل قاطع الطريق الذين ينشران الرعب والخوف في الآمنين في بيوتهم وطرقاتهم هو من باب أولى هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى.
فإن من تحدثه نفسه بالسرقة أو قطع الطريق إذا علم أن عقابه القطع أو القتل فإنه يكف عن هذه الجريمة ويأمن الناس من شره ويأمن هو على نفسه ويبحث عن طريق شرعي ليكتسب المال، أما إذا علم من تحدثه نفسه بالسطو على المنازل والمتاجر وإخافة الآمنين إذا علم أن عقابه إذا قبض عليه سجن يأكل فيه ويشرب ويلهو حتى تنتهي محكوميته ثم يخرج فإنه لن يكف عن ارتكاب هذه الجريمة حتى بعد خروجه من السجن، وشرع الله سبحانه في الإسلام حق الدفاع عن النفس، والأهل والمال حتى الموت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد" وقال رجل يا رسول الله أرأيت لو أن رجلا أراد أخذ مالي؟ قال صلى الله عليه وسلم "لا تعطه مالك" قال الرجل أرأيت إن قاتلني؟ قال صلى الله عليه وسلم " قاتله" قال الرجل فإن قتلني؟ قال صلى الله عليه وسلم "أنت في الجنة وهو في النار"
وإن القيم تدفع المسلم وإن كان في ضائقة مالية إلى إغاثة الملهوف وإطعام الجائع، وتجد المسلم المؤمن يمتنع عن الرشوة والسرقة، والمرأة تحافظ على كرامتها وتصون عفتها وتنأى بنفسها عن مواطن الفتنة والشبهة ولا تستجيب للدعاوى المغرضة، والمضللة، وإن الشريعة الإسلامية حددت كيف تكون العلاقة بين الناس وكيف تسير الناس في تعاملاتهم وهو علي منهج رسمه الله عز وجل لعباده فإذا تمسكوا به كان لهم الفلاح والنجاح والفوز بالجنه ولذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث سبعه يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ورجلان تحابا في الله فاجتمعا عليه وتفرقا عليه" وهكذا وضح لنا النبي الكريم صلي الله عليه وسلم فإن الحب هو العلاقة التي تربط الإنسان بالناس من حوله، وهو أيضا ما يساعد على تعاون الناس مع بعضهم البعض عن طريق تقبله لبعضهم البعض وهو العلاقة التي تشكل الأساس الذي تنطلق منها كافة العلاقات في العالم.
فمن كره شخصا لم يستطع التفاعل معه نهائيا، لهذا فالحب أو على الأقل تقبل الآخر وعدم كرهه، حتى ولو يكن هناك حب متبادل، قد يبقي العلاقة بين الناس على بر الأمان وفي ظل الصراعات المريرة التي تشهدها البشرية في العصر الحديث فمن الواضح أن الحل هو في حب الإنسان لأخيه الإنسان، وهذا الحب يجب أن ينطلق من منطلق واسع يسع الجميع ويدخل الكل في بوتقة واحدة، بغض النظر عن العرق والجنس واللغة والدين وكل هذه المميزات والمحددات التي تحدد البشر جميعا، إذ يجب على كل البشر أن يدركوا تمام الإدراك أنهم أخوة لبعضهم البعض، فمن الواضح أن الإنسان إن أدرك هذا الأمر سيعمل قدر الإمكان على أن يحب الآخرين، فالأخوة يختلفون ولكنهم لا يتكارهون، كما ويتوجب أن يعي الجميع ضرورة إبعاد العنصريين عن الواجهة، وأن يحاولوا تقزيمهم واحتقارهم حتى لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك.