بناء الإنسان أصل بناء الوطن " جزء 1" |جريدة الراي

بتاريخ :الثلاثاء 14 يونيو 2022

الناشر :شريف   عدد المشاهدات : 84 مشاهدات


بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الأطفال الصغار والنشئ هم المادة الأولى الخام التي تقام الدولة عليها فيما بعد فلذلك لا بد من زرع حب الوطن في قلب الطفل، وأن يعرف الطفل وهو صغير واجباته تجاه وطنه الحبيب الذي هو مسقط رأسه ومولده والتي تكمن في احترام العلم الوطني والنشيد الوطني وإحترام قوانين الدولة وعدم التجرّؤ على خرقها، والمدافعة عنها، والمشاركة في تثبيتها ودعمها، وكذلك الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن بشكل عام والبيئة بشكل خاص، حيث يحاول حماية بيئته قدر استطاعته، وكذلك الاهتمام بنظافة بلده، والمشاركة في حملات تنظيف مدينته، وعدم تهدير موارد الدولة دون فائدة، مثل هدر الماء، وقطع الأشجار ونحو ذلك، وكذلك الحفاظ على الحياة البرية في البلاد، ومراعاة الثروة الحيوانية والنباتية، وإن من الوفاء والولاء والإخلاص للوطن أن نؤمن به بقلوبنا قبل ألسنتنا، وندافع عنه بالكلمة قبل السلاح، ونسجل مواقفنا الوطنية في الخفاء والأماكن المغلقة قبل العلن. 

والحديث أمام العامة، ولا نقبل أن يسيء للوطن المثبطون والمحبطون والمرجفون، وأن نقف صفا واحدا ومتماسكاً في وجه المرتزقة والعملاء وجميع أعداء الوطن، وأن نعلم جيدا أننا مهما قدمنا جميعا لوطننا العزيز، فلن نوفيه ولو جزءا يسيرا جدا من حقه العظيم علينا، فإن الوطن كلمة عظيمة تتجاوز في شمولية معانيها كل معنى يمكن أن يشرحها، وتحتوي في مضامينها كل السمات الرفيعة والأوصاف السامية والنبيلة والجليلة، فكيف إن كان هذا الوطن هو مصدر لكل معاني النبل والسمُو، ومنبع للعطاء والارتقاء، فحتما ستكون حقوقه على مواطنيه أعظم، وإن هذا الوطن العظيم الذي أعطى أبناءه بلا حدود، وبذل كل ما يستطيع، وسخر كل ما يملك، وأنفق بكل سخاء، وأكرم من غير منّة، وهيأ كل أسباب العزة والكرامة، وقدم ما لا يمكن حصره على مدى تاريخه المديد، فيستحق من جميع أبنائه المزيد من الثناء والشكر، والاستمرار بالولاء والإخلاص. 

ومواصلة بذل الجهد والعطاء، والسعي الحثيث للدفاع عنه والذود عن قادته ورموزه، فهذا الوطن العظيم الذي قدم كل شيء لأبنائه يستحق منهم جميعا أن يتحدثوا عنه بفخر، ويدافعوا عنه بعزة، ويثنوا عليه في كل وقت، ويشيدوا بإنجازاته ومنجزاته في كل مكان، ويتفاخروا بقادته ورموزه في كل وقت وحين، فإن للوطن العظيم، حق عظيم على جميع أبنائه في كل وقت وحين، فمن حق الوطن على أبنائه أن يذكروا بفخر إنجازاته العظيمة في جميع المجالات العلمية والصحية والخدمية والإنسانية والأمنية التي غطت جميع أرجاء الوطن وعمت بنفعها كل مواطن ومقيم، وكما أن من حق الوطن على أبنائه أن يتفاخروا بما هُيئ لهم من حياة عزيزة وكريمة في وقت الشدائد والأزمات كما في أوقات الراحة والرخاء، وفي كل مكان يتواجدون فيه خارج الوطن كما هي حالهم عندما يتواجدون داخله، ومن حق الوطن على أبنائه أن يعتزوا بموقعه المتقدم بين أكبر اقتصادات العالم. 

وأن يفخروا بمكانته الدولية المؤثرة في حركة الاقتصاد الدولي وسياسات الطاقة العالمية، ومن حق الوطن على أبنائه أن يرفعوا أصواتهم عاليا بالولاء والإخلاص له والطاعة المطلقة غير المقيدة لقادتهم وولاة أمرهم كما أمر الله عز وجل في كتابه الكريم، وكما أن الإشادة والثناء بالمنجزات والإنجازات واجب وطني وحق أصيل للوطن يجب الوفاء به حتى وإن قال المثبطون إنها أعمال بسيطة، أو ادعى المحبطون أنها منجزات مزيفة، أو سعى المرجفون بالادعاء وتوجيه الاتهام بأنه تطبيل مدفوع الثمن فلماذا يفتخر البعض بكل شيء خارج وطنه، ولا يُظهر فخره بوطنه؟ ولماذا يكيل البعض المديح والثناء لبلاد زاروها ويُعلون من شأنها ولا يكيلون المديح والثناء لوطنهم الذي أعلى من شأنهم بين الأمم وكان سببا في عزتهم في تلك البلاد التي زاروها؟ ولماذا يصغي البعض لأولئك الذين يرفعون من شأن بلدانهم متواضعة الإمكانات، ويدافعون عن أوطانهم التي هجروها. 

بسبب فقرها وتردي التنمية فيها، ويتغنون بحكوماتهم التي سلبتهم حرياتهم ودمرت مجتمعاتهم وفي الوقت نفسه يقبلون أن يُحط من قدر بلدهم الأقوى إمكانات، وأن يوجه لوطنهم كل أشكال النقد السلبي والهدام والمجحف وغير الموضوعي؟ ولماذا يفتخر البعض بأبناء الأوطان الأخرى من العلماء والأدباء والمفكرين والأطباء والمبدعين والمخترعين ويسعون جاهدين للتسويق والترويج لهم بينما في المقابل يُقللون من شأن أبناء وطنهم من العلماء والأدباء والمفكرين والأطباء والمبدعين والمخترعين ويسعون لتهميش دورهم والتشكيك في قدراتهم وتأهيلهم؟ إنه بالفعل أمر يدعو للتعجب عندما ترى البعض يستمتع بكل منجزات الوطن ويعيش في خيراته ويستفيد من جميع إمكاناته ويستخدم جواز سفره للتنقل بعزة وكرامة بين جميع دول العالم، وفي الوقت نفسه يتردد أو يخجل من أن يشيد ويثني ويتغنى بوطنه أمام أبناء الأوطان الأخرى، ولكن هل هو فعلا تردد أو خجل، أم أنه خوف من أن يطلقوا عليه كلمة تطبيل؟

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية