مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :ناهد عدد المشاهدات : 279 مشاهدات
بقلم : يوحنا عزمي
الصورة التي يزعمها ويحذر من عواقبها علي مستقبل الديموقراطية في امريكا الرئيس بايدن وسلفه الرئيس الأمريكي الاسبق باراك اوباما ؟..
ولماذا الجمهوريون وحدهم ، وليس الديموقراطيين معهم إذا كان خطر الأمريكيين علي ديموقراطيتهم وارداً ؟..
ما يزعمه بايدن ومن يشايعونه من الديموقراطيين يخرج في
رأيي عن حدود ما يمكن تصديقه او مجاراتهم فيه ، فهو ليس اكثر من مزايدة انتخابية في احسن الأحوال ، فنحن امام رئيس أمريكي ضعيف وشعبيته لدي الرأي العام الأمريكي في تراجع مستمر ..
ولهذا فهو يبحث لنفسه عن ذرائع تجعله يبدو في نظر الأمريكيين وكأنه وحزبه الديموقراطي هم وحدهم الحراس علي الديموقراطية في بلادهم ، ومن ثم ، فإنه دائم التحذير لهم من انهم إذا لم يذهبوا إلي صناديق الاقتراع ليعطوه اصواتهم ويقفوا إلي جانبه ولتكون له الاغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب ، فإن ديموقراطيتهم سوف تكون في خطر.
هذه كلها مزاعم مضللة لا اساس لها ولم نسمع بها من قبل من اي رئيس امريكي جمهوريا كان او ديموقراطيا ، فلعقود طويلة تعاقب الرؤساء الامريكيَون من ديموقراطيين وجمهوريين علي البيت الابيض ، ولم يثر احد شكوكا بالمرة حول ولائهم جميعا لنظامهم الديموقراطي كما يفعل بايدن واوباما اليوم بهذه المزاعم التي تماديا فيها ..
وما افهمه هو ان بايدن يتحدث عن خصومه الجمهوريين من منطلق عدم ثقته بنفسه كرئيس له بصمته الواضحة في الحياة السياسية الأمريكية ، يتحدث وعينه علي غريمه وخصمه اللدود الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ، ومن واقع تخوفه الشديد الكامن في اعماقه من ان يهزمه ترامب ويطيح به في الانتخابات الرئاسية القادمة إذا قدر لهما ان ينافسا بعضهما فيها.
ويبقي ان نقول إنه إذا كان الجمهوريون يشكلون مثل هذا الخطر المزعوم علي الديموقراطية في بلدهم كما يزعم بايدن ، فلا يجب ان نستغرب ان يكون هذا هو حال العالم ، العالم الذي لا تكف امريكا عن اعطائه دروسا في الديموقراطية في الوقت الذي تتخوف فيه من ضياع الديموقراطية فيها هي نفسها علي ايدي رؤسائها ونوابها وساستها الجمهوريين ، وما يبعث به بايدن إلي العالم من خلال ترديده المستمر لهذه الافتراءات الظالمة هي رسالة سياسية سلبية وضارة بسمعة امريكا بكل المعايير.
جاءت نتائج الإنتخابات النصفية الأمريكية بما حققه الجمهوريون من فوز كبير فيها لتكذب مزاعم وتحذيرات الرئيس بايدن للأمريكيين بأن الجمهوريين اصبحوا يشكلون خطرا علي مستقبل الديموقراطية في بلادهم ، لكن هذه المزاعم والتحذيرات ذهبت ادراج الرياح بهذه النتائج التصويتية المبهرة ، واثبتت بالدليل القاطع إنه لا يعقل ان تذهب كل هذه الملايين من الناخبين الأمريكيين إلي صناديق الاقتراع في خمسين ولاية أمريكية
في شرق الولايات المتحدة وغربها ليصوتوا مع حزب معادي للديموقراطية ، ويتهدد الأمريكيين بإضاعة كل ما حققوه في الماضي علي حد تعبير بايدن.
هذا الافتراءات والمزاعم خرجت عن حدود الدعاية والمزايدات الانتخابية لتنطوي علي اساءة سياسية وادبية بالغة لرئيس أمريكي لا يعرف كيف يزن كلامه ويدقق فيه ، ولا يقدر وقع ما يقوله ليس علي الأمريكيين وحدهم ، وانما علي العالم كله.
وأخيراً ، فإنه ليس هكذا تدار الحملات الانتخابية من قبل الرؤساء في اعرق الدول الديموقراطية في العالم ، ولأن محاولة التشهير والنيل من الخصوم السياسيين ، كما فعل الرئيس بايدن ، لا تكون بكيل الاتهامات جزافا لهم مع عجزه عن إقامة الدليل عليها ..
وسوف نري ما سيفعله بايدن في العامين القادمين المتبقيين له
من رئاسته وخصومه الجمهوريون يسيطرون علي الكونجرس بمجلسيه ، اقول ماذا سيفعل بعد ان انقلب السحر علي الساحر وبعد ان خذلته كل هذه الملايين من الناخبين الأمريكيين وقالوا رايهم فيه.