مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :ناهد عدد المشاهدات : 258 مشاهدات
تأليف وكتابة /عبدالعزيز تمام
الحلقة الأولى
قصة وضوح الرؤية.
مقدمـــــة القصـــــة .
ليس كل ما تراه عينك هي الحقيقة فقط لأنك تنظر لجزء منها وأيضا هناك عيون أخرى تنظر إلى ما تراه ولكن رؤيتهم تختلف عما تراه أنت فكل منا يعبر عن الحقيقة كما تراها عينه لا كما هي ,لذلك عندما تشرح موقف ما , يجب إن تراه من كل زوياه وليس زاوية رؤيتك أنت فقط , فما تراه أنت شيء قد يراه غيرك على صواب وقد تكون الحقيقة غير ذلك
الحلقة الأولى.
حفل مسرحي كبير يحضره جمع من الناس , هذا غير من يتبعونه خارج هذا المسرح عن طريق شاشات العرض في أماكن عدة ولكن ينقص ذلك الحفل من الحضور دكتور وليم جورج الصديق والطبيب المعالج لبطل العرض الأستاذ حامد احمد حسان رجل الأعمال المثير للجدل الذي أقام هذا الحفل كعادته ليعرض ملخص أعمال العام المنصرم وخططه للعام المقبل ،
وعند صعوده على المسرح وإلقاء كلمته نظر للجالسين أمامه حيث أن الصف الأول به أخوه الأكبر راشد وبعض مدراء أقسام شركاته وأيضا الدكتور أحمد دياب نائب الدكتور وليم ، وفي الصف الثاني زوجته هند علي عبدا لباري وبناته أسماء و علياء وولده الصغير عمرو وآخرون ،
يبتسم كعادته ويمسك بعصاته الصغيرة مشيرا إلى شاشة العرض التي ورائه ويتحدث عن الإحداثيات التي بها ولكن يحدث صوت فرقعة في إحدى وحدات الإضاءة خلفه فيفزع الجميع ويضحك هو وأثناء ضحكاته يحدث صوت فرقعة أخر ولكنه هذه المرة طلق ناري يصيب رأس حامد مباشرة
فيحدث هرج ومرج من أين وكيف ولكن يفزع راشد إلى أخيه ويأخذه في حضنه حاملا إياه إلى سيارته بصحبة الدكتور دياب وزوجته وأولاده ورآهم في سيارة أخرى وسيارة إسعاف تقابلهم لينقلوا إليها حامد ومن معه وبعد أن وصلوا إلى المستشفى وعمل اللازم
يخرج الدكتور دياب ليطمئن الجميع على صحته وأنهم استطاعوا أن ينقذوه بفضل الله ودعوات الناس له وأنه خلال أيام يستطيع الكلام وان الرصاصة بعد أن اخترقت الجمجمة أصابت جزء بسيط من المخ ولكن تم إنقاذه والحمد لله ،
بينما الجميع يسأل ماذا حدث ومن الجاني فهذا الرجل رغم كثرة محبيه فأعدائه كٌثر فهو يعمل الخير ولا يبالي حيث جعل سعادة الناس هدف وغاية له لذلك يكرهه المستغلون لحوائج الناس( هذا ما كان يقال من ناس خارج دائرة معارفه المقربون)
فاق حامد على خير وهو في حالة إعياء واندهاش ممن حوله فقد ظهر عليه عدم معرفة أحد منهم ولكن بعد فترة أخرى فاق من إعياءه ولم يتعرف سوى على بعض إخوته ولكن بصعوبة أما زوجته وعياله فقد أنكرهم جميعا وعند سؤال الدكتور دياب عن حالته وهل هي فقدان للذاكرة فلم يبين شيء سوى أنه ذهب ليستدل على ذلك بنفسه
سأل (حامد ): اسمك إيه ؟ .
حامد : حامد احمد حسان.
دياب : ساكن فين ؟ .
حامد : المنيرة ، (وهذا سكن العائلة القديم ) .
دياب : عند كام سنة .
حامد : ٢٥ .
دياب : خلاص أرتاح وأنا جايلك بعد شوية .
الزوجة تسأل: إيه معنى الكلام ده يا دكتور .
دياب : الراجل فاكر اسمه وعنوانه لكن موضوع سنه ده إيه.
هند : المنيرة دي سكنه القديم وجوزي دلوقت عنده ٤٧ سنة وصاحي من الغيبوبة مش فاكرني لا أنا ولا حد من الأولاد يبقى فيه إيه ؟.
هند:: اصبري شوية يا مدام ، ممكن أقابل اقرب الناس له مع حضرتك عشان اعرف بعض الحاجات .
هند : كلهم هنا .
دياب : خلاص ممكن تيجوا المكتب عندي .
ويأتي لمكتب الدكتور دياب الزوجة هند والأولاد وأخوه راشد وأخته نبيلة وصديقه شهاب
ثم يسأل دياب : حد فيكم عنده فكرة عن حامد لما كان عنده ٢٥ سنة ؟ .
راشد : بتسأل ليه يا دكتور ؟ .
دياب : مع الأسف الأستاذ حامد بعد عمل الفحوصات اللازمة اكتشفنا أن كان عنده إصابة قديمة وألتئمت بعد الحادثة اللي حصلت مؤخرا .
راشد : افتكر أنه وقع من على السقالة وأتخبط على دماغه وقعد فترة يخرف وبعد كده فاق وبقى كويس . دياب : الحادثة دي كانت امتى بالظبط ؟ .
راشد : لا دي عدى عليها اكتر من عشرين سنة.
دياب : يعني مش ٢٢ سنة .
راشد : ممكن ، بس إيه علاقة الحادثة دي باللي إحنا فيه دلوقت ؟ .
دياب : الحادثة اللي فاتت حصله فقدان جزئي في الذاكرة والمرة دي حصل نفس الحكاية ولكن الجزء القديم هو اللي رجع .
هند : أنا مش فاهمة حاجة يعني إيه الكلام ده ؟ .
راشد : أنا متهيألى فهمت كلام الدكتور ، انت تقصد انه فاكر كل اللي كان نسيه قبل الوقعة الاولانية صح ؟ .
دياب : أيوة صح بس أي حاجة حصلت بعدها هو ناسيها.
راشد : يعني مش هيفتكر أي حاجة حصلت بعد سن الخامسة وعشرين سنة .
دياب : بالظبط وعشان كده مطلوب من كل اللي حواليه يفكروه بالمواقف اللي كانت ما بينهم بعد الفترة دي وان شاء الله مع جهودكم والعلاج ترجع له الذاكرة , ونحمد ربنا إننا وصلنا للنتيجة دي مين عارف كان ممكن يحصل إيه ؟
هند : هو فين الدكتور وليم أنا مش شايفاه من ساعتها ليه ده كان اعز أصحابه.
دياب : مع الأسف الدكتور وليم من يوم الحادثة ومنعرفش عنه حاجة
...... هند:لتأكد من أن صحته أصبحت جيدة وبإمكانه الخروج يستدعي الطبيب زوجته هند على انفراد ،
ثم قال لها : فيه حاجة ضرورية جدا يا مدام لازم تعرفيها .
هند : خير يا دكتور ؟ .
دياب : الأستاذ حامد مع الأسف كان أتصاب في الجزء الخاص بالقدرة التناسلية عشان كده هيبقى غير قادر جنسيا وياريت حضرتك متحاوليش تستفزي فيه الحاجة دي عشان ده ممكن يسبب له انتكاسة ومضاعفات إحنا مش قدها .
هند (في حياء) : والموضوع ده هيستمر كتير .
دياب : مش عارفين بس لما هيحصل تحسن أنا هبلغ حضرتك ولحد ما ده يحصل ارجوكي ما تحاوليش تستفزي فيه الحاجة دي زي ما قولتلك.
هند : حاضر يا دكتور
ثم يذهبوا به إلى منزله الذي يكون مستغربه كثيرا وينظر إلى كل ركن فيه وكأنه غريب عليه وما أن استقر حاله حتى تبدأ رحلته لمعرفة قصته الجديدة.
بعد ترحاب من جميع أفراد المنزل من عائلة وعاملين مع عدم ابدأ أي ردود فعل من حامد غير ابتسامة رضا خفيفة مع هز رأسه ، تحاول زوجته إن تسايره وتذكره بالمنزل ومن فيه حتى يذهب إلى سريره أول ليلة له بعد الحادثة
في صباح اليوم التالي يأتي راشد أخوه ليطمئن عليه فيأنس به حامد كثيرا حيث أن راشد شديد الشبه بأبيه كثيرا ويتكلم معه حامد عن بعض المواقف قريبة العهد بالنسبة لما يتذكره حامد بعيدة الحدث بالنسبة لــراشد ثم تأتي احدي أخواته سعاد تضحك معاه وتسايره الذي يستغرب شكلها في البداية ثم يندمج في حديثه معها أيضا
........... وفي تلك الجلسة العائلية
تسأل هند : بقولك يا راشد أمال إيه حكاية الوقعة اللي وقعها حامد من عشرين سنة دي ؟
راشد : بعد ما حامد خلص جيش ما هو كان واخد تلات سنين عشان كان ظابط احتياط جه اشتغل معايا في الغردقة وهو واقف على السقالة رجله اتزخلقت وقع على دماغه فجيت أنا اخدته على المستشفى وكان معايا مدير المشروع ما سبنيش لحظة , وصاحب الشركة لما عرف قال لمدير المشروع الشركة هتعالجه على حسابها وكمان نقله في مستشفى غالية وكمان حسبله كل يومياته وهو في المستشفى كأنه شغال كانت شركة محترمة .
تقاطعه هند : يا عم أنا بقولك شركة حلوة ولا وحشة ولا بقولك إيه اللي حصل و حامد عمره ما حكالي عن الحادثة دي خالص.
راشد : هو وقع على دماغه وبعد ما فاق قعد يخرف بكلام مش مفهوم وفضل في العناية المركزة يجي أسبوعين وبعد كده فاق وأتكلم كويس بس كان تعبان وفضل محجوز في المستشفى حوالي شهرين بعدها وأنا كنت مخبي عن أمي عشان زي مانتي عارفة أمك كان قبلها بياكلها قد إيه على حامد وبصراحة الدكتور اللي عمل العملية قفل وعمل عملية تجميل تشيل إي اثر ليها .
سعاد : بس أزاي إحنا معرفناش ؟
راشد : اتفقنا أنا وحامد إننا منجبش سيرة لأي حد ومادام حصل خير قولنا بلاش تقلقوا ويمكن عشان كده الموضوع أتنسى
كل هذا في وجود حامد الذي يسمع وكأنه لا يعرف شيء ، ثم ينتهي اللقاء و يستأذن راشد ومعه أخته وتركوا حامد وزوجته ، بينما تطيل هند بالنظر بأعين حامد تهرب نظراته عن عيناها بتشتت غير مبرر ثم يستأذن منها لينام
وفي اليوم التالي يأتي صديقه المقرب شهاب ليطمئن عليه والذي ما أن رآه تذكره جيدا
ثم قال له : مالك ياد بقيت عجوز كده ليه ؟؟
شهاب : يعني أنت اللي لسه عيل ؟ دا أنت عجزت اكتر مني ، بقولك إيه صحيح مفيش أخبار عن وليم .
حامد : وليم مين؟
شهاب : الدكتور وليم جورج اللي كان معانا في ثانوي .
حامد : وليم ؟ آه ماله ؟
شهاب : من يوم الحادثة وهو مختفي روحت سألت عليه في المستشفى اكتر من مرة وملاقيتوش وعمال اتصل بيه تليفونه مقفول
تدخل هند : على فكرة هو مختفي من قبل الحفلة أساسا .
شهاب : فعلا أنا ما شوفتوش في اليوم ده تقريبا
حامد : معلش فكرني بيه تاني وأنا إيه علاقتي بيه دلوقت ؟
شهاب : وليم جورج اللي كان زميلنا في الثانوي الواد الغلس أبو رأس كبيرة وشعر اسود ناعم
حامد : آه آه افتكرته وده ماله؟
شهاب : مش أتقابلنا بعد كده لما عملت عملية الجلطة اللي جاتلك
حامد : امتى دي ؟
شهاب : أنت لما تعبت ومراتك جريت بيك على المستشفى وروحت هناك هو أتعرف عليك وأنت معرفتوش بس هو عرفك
حامد : ليه يعني ؟
شهاب : هو شكله أتغير خالص شعره وقع وتخن اكتر وحاله بقى بالبلة بس كان لسه غلس زي ماهو وفضل يرخم عليك في الهزار والكلام بس الشهادة لله الراجل وقف جنبك اكتر من أخوك نفسه
حامد : ليه عمل إيه ؟
(المشهد كله ينفع يبقى فلاش باك لاسترجاع تلك الأحداث ولكن سنكتفي هنا بالتنويه عنها)
شهاب : في المستشفى كان قدامك كتير في قائمة الانتظار عشان نفس العملية ولكن جورج اضطر انه ينقلك في مستشفى تبع حد قريبه وكمان شال المصاريف تقريبا كلها من غير ما يعرّفك حاجة بس أنت لما عرفت كنت مُحرج منه قوي عشان أنت كنت مفكره غلس زي ماهو بيعاملك بس هو كان هزاره تقيل شوية شكرته جامد وكمان كنت زعلان من نفسك قوي ومتضايق انك كنت فاهمه غلط وده كان مأثر عليك قوي بعد ما خرجت من المستشفى وعلى صورة الناس اللي حواليك وحسيت إن الفقر هو اللي مخليك عينك في الأرض دايما ومش قادر حتى انك ترد الجميل أو حتى تشيل جزء من الفلوس اللي أتداين بيها دكتور جورج
حامد : والله فيه الخير , طب هو فين دلوقت ؟
شهاب : من يوم الحفلة وهو مختفي ومش لاقيه ياريت تشوف طريقة ندور عليه بيها أنا مشغول عليه قوي
حامد : لا ده لازم نشوفه راح فين عشان نرد جزء من جمايله
شهاب : مانت لما فتحت مستشفى عينته مديرها
حامد : برضه لازم نطمن عليه ده صاحبنا برضه
ـــــــــــ وفي الجانب الأخر النقيب سعيد احمد سالم يبحث عن المتسبب في الحادث لذلك يستدعي كل الحضور والمشكوك فيهم والذي يكتشف غياب الدكتور وليم في نفس يوم الحادث ليزداد الغموض عن ملبسات الحادث وارتباط اختفاء الدكتور وليم
والى هنا تنتهي حلقتنا هذه
والى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله