" انتبهوا ايها السادة ... !!! " (موقع الراي)

بتاريخ :الجمعة 10 فبراير 2023

الناشر :ناهد   عدد المشاهدات : 150 مشاهدات


كتب : وائل عباس

الأزمة قد تكون طاحنة ؛ تدور رحاها بخطى متسارعة فتدهس الفقير دهسا بلا هوادة ؛ غلاء فاحش وأرتفاع متذايد فى الأسعار وتوحش معيشى جعل البعض يفكر مليا فى الأنتحار رغم علمه جيدا أن لا مفر من قضاء الله إلا إليه ؛ عائل الأسرة تهاوت قدرته على المواصلة أو الأجابة على متطلبات أسرته ؛ الأم أصبحت تهرول بين حوائط المنزل لعلها تجد حلا ما بين متطلبات المأكل والمشرب والملبس وتكاليف الدراسة لأبنائها ؛ الشاب متعطل بلا عمل ولا وسيلة وهذه قمة المخاطر التى قد يواجهها المجتمع أن لم يجد حلا سريعا ؛ فقوة الشباب إذا لم توجه فى الأتجاه الصحيح لأصبحت خنجرا فى ظهر الوطن ؛ ما بين سرقة وبلطجة قد تتفشى فى المجتمع وما بين ضياع الأنتماء وفقدان الوطنية ؛ أما الشابة التى أنهت دراستها وجل طموحها ما بين الزواج أو فرصة العمل التى بها قد ترفع بعض الحمل عن كاهل والديها . أصبح حلما لا ملامح له ؛ وأصبحت وسائل الأغراء للفساد تتكاثر من حولنا ؛ وكلها أصبحت سهلة وبسيطة وفى متناول الأيدى عبر التليفونات المحمولة ؛ التى أصبحت تحتوى على كل أنواع الدعارة والفسق والفجور بمقابل مادى جعل الكثيرات يشاركن فيه بلا تفكير .
" ولا حياة لمن تنادي " الأغنياء يظنون أنهم فى منأى عن هذا ؛ فأغلقوا على أنفسهم النوافذ والأبواب ظنا منهم بأن هذا هو الملتجأ من هذه الأزمة ؛ والهروب عن مواجهة المشكلة هى أحدى طرق الحلول ؛ ولكن وهما ما يظنون وكذبا هى تلك الظنون ؛ فالأزمة ليس بعيدة عن أحد والنار إذا لم يخمد مصدرها لن يستطع أحدا كان من كان أن يسيطر عليها ؛ الهيكل الوظيفي للدولة يعمل عكس عقارب الساعة ؛ فيذيدون الطين بلة ؛ ظنا منهم أنهم بذلك يؤدون أعمالهم وتلك هى مسؤولياتهم والمهمة إلى وكلت إليهم ؛ ولكن قد يكون القرار الصحيح خطأ كبيرا إذا أخطأنا توقيته ؛ لقد أصبح أستفزاز الناس عمدا ومن غير قصد أصبح بصورة يومية وعلى اشكال متعددة ؛ ضاعت صلة الرحم والأخلاقيات والجود والكرم والأثرة فى الله فى زحام وسرعة الأحداث .
ليس لدينا سياسة التكاتف فى المحن ووقت الأزمات ؛ نجح الإعلام الموجه من الخارج أن يفصلنا عن بعضنا البعض ؛ حقق أهدافه فى زرع " الأنا " والبخل ؛ وغاب رجال الدين والمثقفين والتربويون عن المشهد وتركوا الساحة خالية بأنشغالهم فى أنفسهم .
نحن نواجه حربا كارثية أن لمن نتداركها بالتكاتف والألتحام سويا ضاع الوطن ؛ نحن نواجه سرطان أخلاقى قد أصاب معظم جسد الوطن ؛ ولا تعافى منه إلا بالبدء في الأخذ بالعلاج ؛ وبتر وأستئصال كل عضو لا يقبل العلاج بل ويقوم بنشر ذلك السرطان في باقى الأعضاء .
العودة إلى الله اولا ؛ ثم التراحم فيما بيننا ؛ والأصطفاف خلف اولى الأمر ؛ والتصدى لكل فساد مجتمعى حتى وأن كان بعيدا عنا وليس مباشرا .
أخيرا نسئل الله العفو والعافيه والتوبة النصوحى إلى الله ؛ ونرجو المولى عز وجل أن يحفظ هذا الوطن قيادة وشعبا .

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية