مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :محمود عدد المشاهدات : 142 مشاهدات
كتب أحمد أسامة
كانت ليبيا على موعد مع حدث طال إنتظاره مُتمثل في الإنتخابات الرئاسية في ديسمبر 2021 التي كانت ستُتيح للشعب الليبي فرصة إختيار رئيس للدولة يُمثلهم ويرعى مصالحهم ويُنهي حالة الفوضى الأمنية والسياسية والإقتصادية التي تمر بها البلاد منذ أكثر من عشر سنين.
إلا أن لدى بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية خطط أخرى للإبقاء على حالة الفوضى والأزمة السياسية الليبية وتقسيمها إن أمكن. فمنذ أن جاءت البعثة عام 2014، تحت شعار بسط الأمن والإستقرار وإيجاد حل سياسي دبلوماسي للأزمة الليبية ينتهي بإجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة، لم تتحقق هذه المهام بل عملت على زيادة الإنقسام وبث الفوضى في البلاد.
ولا يمكن اعتبار تصريحات المبعوث الأممي الى ليبيا عبدالله باثيلي وغيره المتكررة والمتعلقة بالحفاظ على وحدة البلاد جدية، فقد مر على سقوط نظام العقيد معمر القذافي أحد عشر عامًا، خاضت البلاد خلالها عشرات المؤتمرات ووقعت عشرات من الاتفاقيات السياسية، سواء في الصخيرات أو جنيف أو برلين وغيرها، وجميعها لم تتكلل بالنجاح، لأن ما يحدث هو "فوضى خلاقة" لاستغلال الموارد وتنفيذ الاجندات والمصالح.
من جهته، أكد عضو مجلس الدولة، سعد بن شرادة، أن المشاورات تجري حالياً لتشكيل لجنة جديدة تختار حكومة جديدة تشرف على إجراء الانتخابات، مشيراً إلى أن هذه اللجنة هي ما سيعرضه باتيلي في واشنطن على الدول المهتمة بالشأن الليبي.
وقال بن شرادة في تصريحات صحفية: "السفير الأمريكي سبق أن قدم طرحًا بأن تنفذ حكومتي الدبيبة وباشاغا الانتخابات على أن يتحمل كل منهما مسؤولية تأمينها في مناطق نفوذه، وإجراء الانتخابات في ظل وجود حكومتين غير واقعي؛ بسبب التشكيك في نتائجها، ويجب أن تكون هناك سلطة تنفيذية موحدة قادرة على بسط سيطرتها على كامل التراب الليبي وتنفيذ الانتخابات".
وأضاف: "من الصعوبة أن يتفق مجلسا النواب والدولة على تشكيل حكومة موحدة تعمل على إجراء الانتخابات، فمجلس الدولة يتطلع لوضع قوانين الانتخابات بالشراكة مع مجلس النواب، والتعديل الدستوري الـ13 الذي أقره البرلمان، نتاج لحوارات تمت بين لجان مشتركة من المجلسين في مصر".
يُشار الى أن البلاد تعيش حالياً في ظل حكومتين متصارعتين، إحداها في العاصمة طرابلس بقيادة عبدالحميد الدبيبة المتمسك بالسلطة والرافض لقرارات البرلمان الليبي بتسليمها لحكومة فتحي باشاغا في سرت والمعينة من قبل البرلمان. وهناك مساعي لتشكيل حكومة ثالثة تعمل على إجراء الإنتخابات في حال توصل مجلسا النواب والدولة الى وضع قاعدة دستورية لها.
كما أن هناك مقترح لتقسيم البلاد إلى ثلاثة أقاليم وإجراء إنتخابات في كل من الأقاليم الثلاث على حدى من قبل الولايات المتحدة لضمان تقسيم ليبيا ونهب ما تبقى من ثروات الشعب الليبي. حيث جاء هذا المُقترح أواخر العام الماضي على لسان المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز ودعمه سفير الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا، ريتشارد نورلاند.
وبرأي الخبراء والمتابعين للشأن الليبي، فإن الإنقسام والفوضى يغذي الطموحات الأمريكية في ليبيا ويعزز موقعها في فرض حلولها على الشعب الليبي دون النظر الى عواقب هذه الحلول. وبالتأكيد على الليبيين إيجاد حل يرضي الجميع والوصول الى تفاهمات تُبعد اليد الأجنبية عن البلاد وشعبها.