قصة المتاهة ( وضوح الرؤيا )

بتاريخ :الثلاثاء 28 فبراير 2023

الناشر :ناهد   عدد المشاهدات : 115 مشاهدات


تأليف وكتابة /عبدالعزيز تمام (موقع الراي)

الحلقة الثانية
يصرّ  شهاب  على  حامد  البحث عن صديقهما  جورج  , وعند سؤال المحيطين له يتضح أن  جورج  لديه تلك اللازمة فرغم كثرة مزاحه وتواصله مع الناس إلا انه إذا اشتدت عليه الضغوط يختفي وأحيانا اختفائه هذا يتخطى أيام وأحيانا أسابيع ولا يعرف أحد عنه شي
ء حتى أقرب الأقربين له بما فيهم زوجته
ولكن هذه المرة الدكتور  أحمد دياب  ينوه في حديثه لــحامد  بسبب أخر لاختفائه , أن هذه المرة  لم تكن ككل مرة الأمر , الذي ينتبه له جيدا  شهاب .
ثم يسأل بغضب : يعني إيه المرة دي غير كل مرة .
دياب  : دي معلومة كان يعرفها الأستاذ  حامد  قبل الحادثة.
شهاب  : أتكلم إيه اللي حصل ؟.
ثم ينظر  دياب  لـــحامد  منتظرا منه الإذن بالكلام
فيشير له  حامد  : لو فيه حاجة تعرفها قولها  شهاب  مش غريب .
دياب  : الدكتور  جورج  في الفترة الأخيرة كان فيه ناس اتهموه بتجارة الأعضاء وكانوا عايزين يبلغوا النيابة لولا تدخل الأستاذ  حامد  ,  ومن ساعتها الدكتور  جورج  بقى في حالة غير طبيعية بعد ما نظرة ومعاملة الأستاذ  حامد  له أتغيرت .
شهاب : أنت كداب أنا مصدقش إن  جورج  يعمل كده .
دياب : ده اللي حصل ولما الأستاذ  حامد  ترجعله الذاكرة هيفتكر كل اللي حصل سواء اللي أنا اعرفه أو غيره .
شهاب  : أنا لا يمكن أصدق كده على  جورج  أكيد فيه حاجة غلط ولما الدكتور  جورج  هيرجع هو اللي هيقولنا الحقيقة .
... ينصرفا حامد وشهاب ...
وبصوت مرتفع غاضب يقول  شهاب  : أوعى تصدق الكلام الفارغ ده ,  جورج  من أنقى الشخصيات اللي ممكن تقابلها في حياتك .
حامد  : ما يمكن ضعف أو فيه حاجة اضطرته لكده مين عارف.
شهاب : برضه مش  جورج  اللي يعمل كده وقصة اختفائه دي ياما عملها وكان دايما عنده أسبابه لكن لا يمكن يتخلى عن ضميره , ده عشرة سنين ومواقفه الكتيرة اللي حصلت قدامي تدل بأكتر من كده .
حامد : عموما بكرة الأيام هتورينا .
وعلى الجانب الآخر  سعيد  ضابط الشرطة يسعى ليعرف الحقيقة  , وصل لنفس النتيجة بعد استدعاء واستجواب دكتور  دياب .
في مكان هادئ جلسا الصديقان مرة أخرى..
حامد  : أنت متأكد من برأه جورج ؟.
شهاب : برأته من إيه ؟
حامد : على الأقل من محاولة قتلي ؟
شهاب : أنت مجنون ، ازاي تفكر بالشكل ده ؟ وكمان هو ملوش دعوة بموضوع تجارة الأعضاء , أنا عمري ما أصدق أن  جورج  يعمل أي حاجة زي كده.
حامد : طب تفتكر مين اللي ورا محاولة قتلي ؟؟
شهاب  : ناس كتيرة وأولهم قرايبك .
حامد : قرايبي  ! قصدك مين ؟
شهاب : شوف كده ابن عمك اللي أنا حبسته .
حامد : ابن عمي مين ؟
.... مشهد من الذاكرة "فلاش باك " ^
هيثم محمد حسان  ابن عم  حامد  بعد تعينه في الشركة بفترة يسافر  حامد  للصين ليشتري بعض السلع من هناك  , وكذلك يجمع بعض الأفكار التي يمكن تطبيقها في مصر ( أو هذا ما قيل / ولكن الحقيقة ليست كل الرحلة للصين فقط , ولكن كان منها جزء في ماليزيا ليقضي شهر العسل مع زوجته الثانية  سالي  المتزوج إياها في الخفاء ) .
قبل أن يسافر عرّف الجميع بأنه ليس لديه وسيلة اتصال وانه سيحاول أن يجد وسيلة يتصل بهم من خلالها, ولكن خفية ابلغ  شهاب  بموضوع ما بينهما ,
شهاب  هو الآن مكان  حامد  في إدارة الشركة وله كافة الصلاحيات وهو ينفذ تعليمات  حامد  بمنتهى الدقة والصرامة ,
وكان  هيثم  يعمل بمكتب  حامد  وبينما هو يبحث عن بعض الأوراق فإذا به يجد الخزنة غير محكمة الغلق فما كان منه إلا آمّن المكان جيدا ثم استولى على كل محتوياتها ثم خبئها في ملابسه , كل ذلك وشهاب  يتابعه من خلال كاميرات المراقبة وما أن انتهى وخرج وقبل إن يصل إلى البوابة الرئيسية فإذا به يجد الأمن يمسك به  ويريد تفتيشه فزادت ثورته .
هيثم  : انتوا ازاي تمسكوني كده انتوا مش عارفين أنا مين .
أحد أفراد الأمن : مدير الشركة عايزك وأرجوك من غير شوشرة .
هيثم  : أبويا كلمني وعايزيني ضروري ولما ارجع هروح للمدير بتاعك ده .
فرد الأمن : مع الأسف حضرتك مش هتخرج غير لما تقابله.
وبعد شد وجذب ذهب  هيثم  إلى  شهاب  الذي يأمر يتفتيشه ومن ثم وجد كل محتويات الخزنة بحوزته ,
وعلى الفور أتصل شهاب بالشرطة ولكن  هيثم  عارض بشدة وكلم والده وبعض أفراد العائلة ومن بيهم  راشد  , والذين أتوا على الفور يترجون  شهاب  بتركه والتنازل عن المحضر ولكنه رفض بشدة إلى أن بدأ رجائهم له يتحول إلى صيغة تهديد , ولكن أيضا من دون فائدة وكان كلامه أن  حامد  قال له " لو أبويا طلع من التربة وقال خلاف اللي أنا قولته متعملوش غير لما أنا أقولك " ، حاولوا كثيرا البحث عن وسيلة اتصال بـــحامد  ولكن دون جدوى ,
ومع شدة  راشد  ظاهريا وتراخيه حقيقة أتت الشرطة وقبضت على  هيثم  وفي نفس الليلة تواصل  شهاب  بـــــحامد  على الماسنجر وابلغه بما حصل .
سائلا إياه : عملت كده ليه ؟ .
شهاب: عشان قرايبي لازم يبعدوا عن شغلي ، مقدرش اقول لقريبي متشتغلش معايا وفي نفس الوقت عينه هتبقى دايما عليا وعلى مالي لان نفسه مش هتقبل أن ابن عمه اللي كان بالنسباله شحات إمبارح يبقى النهاردة ولي نعمته فهيعمل أي حاجة عشان يخسرني ولو معملش حسده ليا هيضيعني ، فهمت ؟.
شهاب  : فهمت! بس اللي أنا مش فاهمه موقف أخوك  راشد  عامل انه معاهم وبيتعصب عشان ابن عمه لكن لما كنت ابص في عينه أحسه أن ما صدق .
حامد : هههه  راشد  أصلا بيكره عمي وابنه عشان زمان طلب بنت عمي وعمي رفضه عشان مكنش قد المقام
وبالرجوع إلى الحاضر
يذهب  حامد  لأخيه  راشد  بعد أن حكي له ما عرفه يشير له  راشد  أن ابن عمه على رغم كرهه إلا انه لن يفعل مثل هذا وان عليه بدل البحث عن المتسبب في الحادث أن يعرف نفسه أولا ويترك موضوع البحث عن الجاني للشرطة
وفي موقف آخر بين  حامد  وزوجته بحضور أخته سعاد
يسأل: هو أنا بقيت غني إزاي ؟ .
هند  : قدر ربنا .
حامد  : ونعم بالله بس ربنا جعل لكل شيء سبب .
تقاطعهم  سعاد  : مانت كسبت مليون دورار.
حامد : مليون إيه ؟ .
هند  : ههه قصدها دولار .
سعاد  : أيوة كسبتها في مسابقة
وبعد مغادرة  سعاد  تعرض  هند  فيديو من برنامج تلفزيوني قد استضاف  حامد  وأسرته .
ـــــــــــ بيت السعادة ــــــــــ
برنامج تلفزيوني يعرض حالات من الأسر الذين استطاعوا الحفاظ على سعادة البيت ويوضح كيف تخطوا الأزمات بحب ووفاء ،
ومن ضمن الحلقات حلقة تخص  حامد  وأسرته حيث جعلوا كل فرد على حدا يقول ما يراه في باقي الأسرة وكيف تمر الأزمات بينهم وكيف تعاملوا معها لكي يحافظوا على بنيان الأسرة ,
وفي حلقة  حامد  التي عرضتها ::
يظهر  حامد  وهو يتحدث عن كم السعادة الزوجية التي يراها مع  هند  وكم تحملت معه كثير من المشاكل
وكم  انها تجمع بين حنان الأم ودفء الحبيبة ووفاء الصديقة وشطارة الزوجة ,
وتحكي هي عنه : هو أوفى صديق وأسوء حبيب .
ترد عليها المذيعة : ليه بتعاني معاه من كتر الخيانة ؟
هند  : ههه  حامد  عمره ما يخون ولو هيجي على حد يبقى نفسه .
المذيعة : أمال ليه أسوء حبيب ؟
هند  : أسوء حبيب تتعلق نفسك بيه , تبقي دايما خايفة عليه وبتعملي لوجعه ألف حساب عشان هو بيداريه عن كل اللي حواليه خصوصا القريبين منه بدعوة انه مش عايز حد غالي عليه يبقى زعلان بسببه ،
لما يفرح تحسي انه طفل ولقى اللعبة اللي يفرح بيها وتشوفي ده في عينيه اللي بريقها تعكس ضوء المصابيح.
المذيعة : لا ده حب كبير قوي منقدرش عليه .
هند  : وياريت كمان اقدر أوصفه ....
..... كان هذا جزء من اللقاء والذي أصبح ترند يحكي عنه الكثير وخصوصا كلمتها "لمعة عيناه تعكس ضوء المصابيح " ,
كل هذا و حامد  يشاهد وهي لا ترفع عيناها عن عيناه والتي تهربن منها فلا تتحمل عيناه النظر إليها كما تفعل هي ,
وبعد حديث طويل لا يفهم منه الكثير يذهب لـــراشد
ويسأله: إيه حكاية المليون دولار دي ؟.
راشد  : من فترة ....... (وتبدأ مشاهد من الماضي / فلاش باك /)
صوت عالي من شقة  حامد  ينزل على إثره  راشد  وأمه وإحدى إخوانه بسؤالهم : هو فيه إيه؟ .
حامد  : الهانم المستهترة قال إيه وأنا نايم شافت إعلان لمسابقة وبعتت لها رسالة من تلفوني .
راشد : وإيه المشكلة عادي يعني محصلش حاجة.
حامد : يا  راشد  الرسالة بخمسة جنيه , وأنت عارف إن المسابقات دي بتبقى اشتغالة بياخدوا بها فلوس الناس وخلاص , وأنا بكسب كام خمسة جنيه عشان يروحوا في كلام فاضي .
راشد  : خلاص بقى ما تخوتش دماغنا اللي حصل حصل هترجعهم تاني يعني ؟
...... وبعد عياط من  هند  وإصرار  حامد  على خطأها تذهب هند لمنزل والدها غضبانة مما حصل ويعلم الجميع بهذه المشاجرة وسببها , ولكن بعد أيام وتأتي نتيجة المسابقة ووسط ذهول الجميع يكون الفائز بالجائزة الأولى والوحيدة هو  حامد  ويتم التواصل معه وبالتالي سفره دبي لاستلام الجائزة المليون دولار
في وسط فرحة ودهشة الجميع وهذا ما حكاه  راشد .
راشد : ده اللي الناس تعرفه لكن فيه حاجات لازم تبحث عنها وتعرفها بنفسك حاجات ميعرفهاش غير أقرب الناس .
ثم ننتقل للقاء آخر بين  حامد  وصديقه  شهاب  وبعد حديثهم عن أخبار وليم جورج  وان البحث لم ينتج عنه شيء
يسأله  حامد  : هو أنا بقيت غني إزاي ؟
شهاب : أرزاق .
حامد : ليه مش أنا كسبت مليون دولار ؟ .
شهاب : هههه مليون دولار ههههه
حامد : بتضحك على إيه ؟ مش ده اللي حصل.
شهاب : ههه سيبني أخلص ضحك الأول هههه مليون دولار ههه.
حامد : يا عم فيه إيه ؟
شهاب  : مانا اللي مكسبهالك .
حامد : ازاي يعني ؟
شهاب : دي حكاية يطول شرحها وأنا لازم امشي دلوقت ولما نتقابل المرة الجاية هحكيلك ومعها حكاية الحمار ، يلا سلام .
حامد : طب اصبر بس قولي إيه اللي حصل.
شهاب : قولتلك حلقتنا,دلوقت المرة الجاية سلام .
والى هنا تنتهي حلقتنا ,
والى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله ......

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية