مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :محمود عدد المشاهدات : 166 مشاهدات
بقلم : يوحنا عزمي
سوف يكون هناك اجتماع خلال اليومين القادمين لدول مجلس التعاون الخليجي في السعودية للتحضير لعودة سوريا إلي الجامعة العربية ، ولاعداد مشروع قرار خليجي بهذا الشأن يتم طرحه علي القادة والرؤساء العرب في قمتهم التي سوف تعقد الشهر القادم في الرياض.
ما يجري إعداده والتحضير له بشأن سوريا في هذا الاجتماع الخليجي ، هو علامة بارزة اخري علي ان الدبلوماسية الخليجية اصبحت بمثابة القاطرة المحركة لهذه القمم العربية ، وعلي أنها اسبق في تحركاتها ومبادراتها من باقي دول الجامعة العربية
سواء فيما يتعلق بالملف السوري او بغيره من القضايا العربية والإقليمية بشكل عام.
فقادة هذه الدول الخليجية كانوا هم الأسبق ايضا في تحركهم
منذ فترة نحو إيران ، وهو التقارب الذي كانت دولة الإمارات العربية هي اول المبادرين إليه بالدرجة الواسعة من التطبيع والانفتاح الذي شهدناه ، وتتابعت خطوات التقارب مع إيران من قبل دولة قطر وسلطنة عمان وأخيراً جاء الدور علي السعودية التي شكل تقاربها مع إيران نقطة تحول فاصلة في الموقف السياسي والأمني الراهن برمته والذي بدأ يؤتي ثماره في اليمن من خلال ما يجري فيها الآن من لقاءات ومشاورات وتنسيق مواقف مع الحوثيين ، ومن سعي لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار كمقدمة لايجاد تسوية سياسية شاملة للازمة اليمنية بعد سنوات من الصراع والاقتتال.
كما قامت السعودية في وقت سابق بالتنسيق مع شركائها الخليجيين باستضافة القمتين العربية الأمريكية ، والعربية الصينية ، تباعا وهي القمم التي حضرها عدد كبير من القادة والرؤساء كان من بينهم الرئيسان الأمريكي والصيني ، وشكلت إنجازاً دبلوماسيا سعوديا وخليجيا كبيرا علي الصعيدين الإقليمي والدولي بالنظر إلي اهمية القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية التي نوقشت فيهما وابرزت توجها خليجيا وعربيا اكثر استقلالية من ذي قبل ، واقترن ذلك التوجه الجديد بمحاولة الدبلوماسية الخليجية تحت قيادة السعودية تنويع البدائل والخيارات التي نتعامل بها مع القوي الكبري في العالم ، والخروج من الشرنقة الضيقة التي طالما حبست نفسها فيها عندما ظلت تراهن لعقود طويلة علي الدور الأمريكي وحده ودفعت فيه الكثير ، وهو ما
حال بينها وبين ان يكون لها دور مؤثر علي مراكز صنع القرارات الدولية الأخري المهمة في العالم وبخاصة في موسكو وبكين
وفي غيرهما من العواصم الأوروبية والآسيوية.
ومع هذه التحولات السياسية الأخيرة ، فقد تغيرت الصورة
بدرجة كبيرة خلافا لما كانت عليه حتي وقت قريب وهو ما
يحسب للسعودية والإمارات اساسا.
هذه هي الدائرة الخليجية ، وهي الدائرة الأكثر ديناميكية وتوافقا مع بعضها من غيرها من الدوائر العربية الفرعية الأخري ، كالدائرة المغاربية المشحونة بالخلافات والتوترات ، والدائرة المصرية السودانية التي لا يمكن الزعم بأنها في افضل حالاتها ، والدائرة المصرية العراقية الأردنية التي وان اتسمت عموما بالطابع الودي
إلا أنه ما يزال يعوزها الكثير حتي يكون لدورها المشترك صداه الملموس عربيا وإقليميا ودوليا ..
ولا يخفي ان هذه الدوائر الثلاث الأخيرة تحتاج الي تفعيل وتحريك وإلي تنقية اجواء إذا ما كان لها ان تكون حاضرة وفاعلة ومؤثرة ووقتها سوف يكون لنا جميعا صوت مسموع في النظام الدولي القائم أيا كان عدد اقطابه او مراكز القوة الجديدة فيه.