فضفضة

بتاريخ :الاثنين 16 اكتوبر 2023

الناشر :محمود   عدد المشاهدات : 204 مشاهدات

 

بقلم / مشيرة قاسم

تشعر بعض الزوجات في اوقات كثيرة بالقهر من جراء معاملة الازواج لهم، ورغم ان رسول الله صلي الله عليه وسلم اخر ماوصي به النساء (اوصيكم خيرا بالنساء) الا ان الكثير من الرجال والازواج لا يتبعون وصيته صلي الله عليه وسلم،وقد كان صلاة الله وسلامه عليه نعم الزوج لزوجاته، لما لا يقتضي به الكثير من الرجال؟ فالمرأة مهما كانت قوة شخصيتها او تحملها فهي في حقيقة الامر ضعيفة،تريد ان تشعر بالحب والامان والرعاية من زوجها.
وقد جائتني امرأة تشتكي الي زوجها ومعاملته القاسية لها،فهو يحاول ان يفرض عليها شخصيته وان يلغي شخصيتها تماما، لاتقول الا مايريد ان تقوله، ولا تفعل الا مايريد ان تفعله، ولا تشعر الا مايريد ان تشعر ...ماهذا القهر ؟ فالله سبحانه وتعالي خلقنا مختلفين، لم يخلق شخصا كاخر، فالاختلاف طبيعة فينا جميعا لاننا بشر، تلك المرأة التي اتكلم عنها كانت تعاني من مشاعر قهر ومشاعر سلبية كثيرة، تشعر بعدم وجودها وعدم قدرتها علي مواصلة حياتها الطبيعية،فهي تعيش حياة لاتريدها، تعيش بشخصية غير شخصيتها، شخصية يريدها لها زوجها، وهذا ماجعل حياتها جحيما، وكانت تعاني من مشاكل كثيرة مع زوجها وكثيرا ماوصلت تلك المشاكل الي حد الطلاق، ولكنها كانت تتراجع مرة اخري حفاظا ةعلي اطفالها الذين لم يجنوا  اي شي في الحياة .
وقد قدمت لتلك المرأة كل الدعم النفسي لتستطيع مواصلة حياتها الطبيعية، ولكني اتسأئل هل سجن النفس اشد من سجن العقاب علي فعل اجرامي؟ والحقيقة اقول لكم بالفعل ان السجن النفسي اشد الاما من السجن العادي، فالمسجون العادي يعيش حياة مفروضة عليه نتيجة ذنبا فعله فعوقب عليه، اما السجن النفسي فالانسان يعيش حياة مفروضة عليه وليس له اي ذنب في ذلك.
واحب ان اخاطب كل رجل او زوج ان يتقي الله في زوجته، .فقد جعلها الله له سكنا ولم يجعلها عبدة، فلا تنتظر ايها الرجل من زوجتك ان تعيش حياة تعيسة تفرضها انت عليها، اتركها تعمل ماتحب واشعرها بالامن والامان والحب والرحمة ،فهذه وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم، فالقسوة لاتولد الا القسوة، والحب لا يولد الا الحب، فلا تنتظر من زوجتك حبا وانت تعطيها قسوة وقهرا، واجعل لغة التفاهم هي اللغة السائدة بينكم في حياتكم الزوجية، واجعل الالفة بينكم تقضي علي اي خلاف ، فانت سكن لها وهي سكن لك

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية