مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :مى عدد المشاهدات : 218 مشاهدات
التلعثم تحديات وحلول
بقلم د.مي باسم
"التلعثم: صوت ينبئ عن أكثر مما نرى ونسمع"
التلعثم، ذلك الانقطاع المؤلم في تدفق الكلام، يشكل تحدياً يواجهه العديد من الأشخاص في حياتهم اليومية. وعلى الرغم من أنه قد يظهر في سياقات مختلفة وبأسباب متعددة، إلا أن الفهم الصحيح لهذه الظاهرة يمكن أن يسهم في تقليل الاضطرابات التي تسببها.
التلعثم هو اضطراب يتميز بتكرار الأصوات أو الكلمات أو التقطع في الكلام بشكل غير طبيعي، ويمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الأفراد الذين يعانون منه.
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى التلعثم، منها
العوامل الوراثية والعصبية والنفسية، إلى جانب العوامل البيئية مثل الضغوط النفسية والتوتر
تعد أحد الأسباب الرئيسية وراء التلعثم هي العوامل النفسية والعاطفية.
فالضغوطات النفسية والتوتر، سواء كانت ناجمة عن الضغوط اليومية أو تجارب سابقة مؤلمة، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرة الفرد على التعبير بسلاسة. بالإضافة إلى ذلك، الخجل وانخفاض الثقة بالنفس قد يزيدان من تكرار التلعثم في الكلام.
على الصعيد البيولوجي، يعتبر التلعثم اضطراباً في تنظيم تدفق الكلام في الدماغ، والذي قد يكون ناتجًا عن اضطرابات في مراكز التحكم اللغوي. ومع أن الأسباب البيولوجية للتلعثم ليست مفهومة تماما، إلا أن البحوث تشير إلى وجود عوامل وراثية قد تكون لها دور في تطور هذا الاضطراب.
لكن على الرغم من كل التحديات التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من التلعثم، فإن هناك طرقاً عديدة للتعامل معه والتغلب عليه. فعلى سبيل المثال، الاسترخاء وتقنيات التنفس العميق يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وبالتالي تقليل التلعثم. كما يمكن للمعالجة النفسية والتحدث مع مختصي النطق واللغة أن يسهم في تحسين القدرة على التعبير بثقة وسلاسة.
.
يتم تشخيص التلعثم عادة من قبل متخصصي النطق واللغة، ويتضمن التشخيص تقييم النمط والتكرار والشدة ومدى تأثيره على حياة الفرد. بعد التشخيص، يمكن أن تتضمن الطرق التدربيه المتاحة للتلعثم المساعدة في تحسين الاتصال وتقليل التأثير السلبي الذي يؤثر على نفسية الفرد.
من المهم فهم أن التلعثم ليس مؤشرًا على الذكاء أو القدرة اللغوية، بل هو اضطراب يمكن تأهيله وإدارته بشكل فعال من خلال الدعم المناسب والتدريب اللغوي والعلاج النفسي إن لزم الأمر.
في النهاية، يجب على المجتمع ككل أن يكون أكثر فهماً وتقبلًا للأشخاص الذين يعانون من التلعثم، وتوفير الدعم والموارد اللازمة لمساعدتهم على تجاوز هذا التحدي وتحقيق أقصى إمكاناتهم في التواصل والتفاعل الاجتماعي.