في حضرة التميز والوفاء: الدكتور المعتصم بالله مصطفى يُكرَّم ضمن أوائل دفعات كلية الحقوق بجامعة المنصورة في يوبيلها الذهبي/جريده الراي

بتاريخ :الجمعة 09 مايو 2025

الناشر :سميه محمد   عدد المشاهدات : 273 مشاهدات

 

مراسل جريدة وقناة الراي المصرية 
الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

في مشهد مهيب لا يُنسى، اجتمعت القلوب والعيون والذكريات داخل أروقة كلية الحقوق – جامعة المنصورة، حيث التاريخ يكتب فصولًا جديدة من المجد، والوفاء يعلو على المنابر، والنجوم تتلألأ بأسماءٍ كانت وما زالت علامات بارزة في سجل التفوق والعطاء. وكان من بين هؤلاء النخبة، الأستاذ الدكتور المعتصم بالله مصطفى، مدرس الاقتصاد السياسي والتشريعات الاقتصادية ومدير إدارة الوافدين بالجامعة، الذي حصد اليوم ثمار سنواتٍ من الجهد، وتم تكريمه كواحد من أوائل دفعات الكلية في احتفالية اليوبيل الذهبي التي نظمتها الجامعة باحترافٍ وبهاء.

تكريم لا يشبه سواه

ليس مجرد تكريم عابر، ولا شهادة تقدير تُعلَّق على الجدار، بل هو وسامُ احترامٍ واعترافٌ صادق من كيانٍ عريق لأحد رموزه، الذي لم يكتفِ بأن يكون طالبًا متفوقًا فحسب، بل اختار أن يعود ليرد الجميل، وأن يُصبح أستاذًا ومُلهمًا لأجيالٍ جاءت من بعده، تروي من علمه، وتنهل من فكره، وتتعلَّم من صموده وحكمته وإيمانه العميق بالعلم رسالةً ومسؤولية.
في يومٍ وصفه الدكتور المعتصم بأنه "جميل جدًا"، وقف بين زملائه وأساتذته في لحظة امتزجت فيها المشاعر ما بين الفخر والتواضع، الشكر والانتماء، الماضي والحاضر، ليقول بكلماتٍ صادقة عبر منشوره:

"اتشرفت بتكريمي ضمن أوائل دفعات كلية الحقوق جامعة المنصورة في إطار الاحتفال بيوبيلها الذهبي. كانت فرصة طيبة جدًا اني اتقابلت مع أساتذتي وزملائي بحضور معالي المستشار محمد شوقي - النائب العام، الأستاذ الدكتور شريف خاطر رئيس الجامعة، ومعالي الأستاذ الدكتور السيد عبد الخالق - وزير التعليم العالي الأسبق، واللواء طارق مرزوق - محافظ الدقهلية............"

رجل القانون والفكر والإنسانية

الدكتور المعتصم بالله مصطفى ليس مجرد أكاديمي، بل هو حالة فكرية وإنسانية متكاملة. فبصفته مدرسًا للاقتصاد السياسي والتشريعات الاقتصادية، حمل على عاتقه مهمة تبسيط أعقد المفاهيم الاقتصادية وتقديمها لطلبة القانون بلغة تُضيء العقول ولا تُربكها، لغة تُحفِّز على التساؤل والتفكير النقدي، لا الحفظ والتلقين.

وفي إدارته للوافدين بجامعة المنصورة، تجلَّت إنسانيته ورؤيته العميقة لفكرة "الجامعة الحاضنة"، حيث لم يكن فقط مديرًا ينظم الأوراق ويوقع الملفات، بل كان أخًا وسندًا ووجهًا مضيئًا لاستقبال طلاب من كل أرجاء العالم، حريصًا على دمجهم في المجتمع الجامعي، ومتابعة قضاياهم باهتمام أبوي صادق.

منصة التكريم: بين الجذور والآفاق

كان لحضور الشخصيات البارزة في حفل التكريم – من معالي النائب العام المستشار محمد شوقي إلى رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور شريف خاطر ومعالي الوزير الأسبق السيد عبد الخالق ومحافظ الدقهلية اللواء طارق مرزوق – دلالة كبيرة على حجم المناسبة، لكن الأهم من ذلك هو ما جسَّده هذا التكريم من عودة إلى الجذور، وتأكيد على أن العلم لا يُنسى، وأن الجامعات العريقة تعرف كيف تُكرم أبناءها عندما يصيرون هم أنفسهم جزءًا من روافد مجدها.

وقد وجَّه الدكتور المعتصم شكرًا خاصًا لرئيس الجامعة وعميد كلية الحقوق الدكتور وليد الشناوي، ولكل القائمين على تنظيم هذا الحدث الراقي، مؤكدًا أن اللقاء لم يكن فقط احتفالًا بماضٍ ناصع، بل وعدًا بمستقبلٍ أكثر إشراقًا.

سِمات شخصية تُلهم وتُعلّم

لمن يعرف الدكتور المعتصم بالله مصطفى عن قرب، يعلم أنه قلبٌ نابض بحب الجامعة، وعقلٌ يُؤمن بأن القانون لا ينفصل عن الاقتصاد، وأن فهم حركة المجتمع يحتاج إلى بصيرة ثاقبة تتجاوز الحروف إلى المعاني، تتجاوز النصوص إلى الروح. وهو أستاذٌ لا يكتفي بإعطاء محاضرة، بل يرسم في أذهان الطلاب خريطة فهم للحياة وللواقع، ويزرع في نفوسهم حب التغيير والإصلاح.

الجامعة تحتفي بأبنائها.. وأبناؤها يرفعون رايتها

احتفالية اليوبيل الذهبي لكلية الحقوق بجامعة المنصورة كانت أكثر من مجرد حدث أكاديمي، بل كانت رسالة متجددة بأن العطاء لا يُقاس بالعُمر، بل بالأثر. وفي هذا السياق، كان الدكتور المعتصم بالله مصطفى تجسيدًا حيًا لهذه الرسالة، بوقوفه على منصة التكريم ممثلًا لجيلٍ آمن أن الانتماء للجامعة لا ينتهي بالحصول على الشهادة، بل يبدأ من هناك.

ختامًا: رجل يُكرَّم.. وقيمة تُرسَّخ

تكريم الدكتور المعتصم بالله مصطفى في هذا الحدث التاريخي، لم يكن فقط وسامًا على صدره، بل كان رسالة أمل لكل شابٍ بدأ للتو طريقه في كلية الحقوق، أن الاجتهاد له ثماره، وأن للوفاء طُرق كثيرة، منها أن تعود إلى حيث بدأت، لتُصبح أحد أعمدته، ومصدر فخره.
فليُسجَّل هذا اليوم في سجل الجامعة، وفي ذاكرة كل من حضر، على أنه يومٌ كرَّم فيه التاريخ أحد صُنَّاعه.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية