رامي وحيد… عودة النمر الجريح إلى عرين التريند بعد أكثر من 10 سنين - جريدة الرأي

بتاريخ :الجمعة 16 مايو 2025

الناشر :محمد احمد   عدد المشاهدات : 122 مشاهدات

الكاتب الصحفي عمر ماهر

في زمن التكرار، حيث الملامح تُنسخ، والأدوار تُستنسخ، والشر يُجسّد بملامح بلا روح، نهض فجأةً من ذاكرة الزمن مشهدٌ كان قد ترسّخ في الوجدان العربي من عشر سنين وأكثر… نهض كالعاصفة، كوميض برق في ليلةٍ بلا قمر، فاشتعلت السوشيال ميديا، وانقلب المزاج العام. والسبب؟ مسلسل قديم اسمه "حلم العمر"… وبطله؟ رجل لم يكن بحاجة إلى بندقية، ولا إلى مشهد دموي… بل إلى نظرة واحدة فقط. اسمُه: رامي وحيد.

نعم، نحن أمام حالة نادرة، لا تُشبه غيرها. فحين يُعاد عرض عمل درامي قديم على القنوات أو المنصات، تمر المشاهد غالبًا بلا أثر، كأنها ظلال ذاكرة. لكنّ "حلم العمر" لم يعد مجرد مسلسل، بل تحوّل فجأة إلى حدث. ورامي وحيد؟ تحوّل إلى أيقونة.

فجأة، صار اسمه يتصدّر محركات البحث. صفحات الفانز عادت تنشر مقاطع مشاهد الشر التي أداها ببراعة شيطانية متقنة. الجمهور كتب: "هذا أفضل من جسّد أدوار الشر في تاريخ الدراما العربية!"، "الشر له وجه… اسمه رامي وحيد"، "لم نكن نعرف أننا نشتاق لهذا الأداء حتى رأيناه من جديد"، "نفس الرهبة… نفس الهيبة… بعد كل هالسنين".

لكن من هو رامي وحيد؟ ولماذا الآن؟ ولماذا عادت شخصية من مسلسل نُسي تقريبًا، لتغزو التريند، وتفتح أبواب الذاكرة والحنين؟

رامي وحيد لم يكن مجرد ممثل آخر. هو ابن مدرسة مختلفة، مدرسة الممثل اللي "يخيفك من دون أن يصرخ"، اللي يزرع الرهبة في قلبك وهو يهمس. في "حلم العمر"، قدّم شخصيةً شريرة بكل المقاييس، لكنها لم تكن شرًا ساذجًا أو نمطيًا. لا… كان شرًا ذكّيًا، مغريًا، يبرّر لنفسه، يبتسم قبل الطعنة، ويُقنعك أنك تستحق الموت!

كأنّه كان يكتب في مشهد واحد أطروحة كاملة عن الشر الإنساني المتقن. وبالفعل، قارن البعض أداؤه بكبار مجسدي أدوار الشر في السينما العالمية، بل وصفه البعض بأنه "الجوكر المصري" بنسخة درامية، لأنه لعب بعقول المشاهدين، وسرق تعاطفهم، رغم كل ما اقترفه.

السوشيال ميديا تشتعل… والجمهور يُطالب بعودته إلى الشاشة

لم يكن مجرد "نوستالجيا" مؤقتة. بل صار مطلبًا جماهيريًا واضحًا: "أين رامي وحيد الآن؟ لماذا لا نراه في الأعمال الجديدة؟ لماذا نُحرم من هذا العمق؟". بعض المخرجين خرجوا ليقولوا: "لم ننسَ رامي، لكن السوق تغيّر". لكن الجمهور لم يقبل هذا التبرير. هم رأوا في أداء رامي شيئًا نفتقده اليوم: التقمّص الحقيقي.

حتى نجوم جيل الشباب، بدأوا يعلّقون على مشاهد رامي، يقولون: "كنا أطفالًا وقتها، لكننا ارتعبنا من تعابير وجهه. اليوم، ونحن فنانين، ندرس أداءه ونتعلّم".

الشر حين يصير فنًّا

ما فعله رامي وحيد في "حلم العمر" لم يكن أداءً شريرًا عاديًا، بل تصميماً نفسياً معقّداً لشخصية، فيها كل تناقضات الإنسان: الغضب والانتقام، السخرية والبرود، الحنان المسموم. كانت الشخصية تمشي على الحافة بين الجنون والوعي، وتُبهر المتفرج بقدرتها على التحكم في الإيقاع.

حتى الآن، وبعد إعادة عرض المسلسل، لا يزال الجمهور يناقش في الكواليس الافتراضية: "هل الشخصية وُلدت شريرة؟ أم أن المجتمع صنعها؟"، "هل كان لديه فرصة للخلاص لكنه تجاهلها؟"، "هل بكى فعلاً عندما انهار؟ أم كانت دموع تمثيل داخل التمثيل؟"

عودة الأسد النائم… وعيون الفن تراقب

الآن، وسط هذا الحنين العارم، ووسط هذا الإجماع الغريب الذي لم نره منذ سنوات، يعود اسم رامي وحيد إلى الواجهة، لا كمجرد نجم سابق، بل كـ"أسطورة درامية نائمة"… ينتظر اللحظة المناسبة ليعود.

"لو عاد رامي وحيد الآن بدور شرير مركب في عمل معاصر، قد يقلب الطاولة على الجميع".

رسالة الجمهور له كانت واضحة:

"نحن لا ننسى من يجعلنا نرتجف ونحن في الأمان… من يجعلنا نكره الشخصية ونعشق الممثل في نفس الوقت… من يثبت أن التمثيل ليس مجرد مهنة، بل فن يُخاطب الأعماق. رامي، لقد عدت، حتى لو لم تظهر بعد. عد، فقد اشتاقت لك الشاشة، واشتقنا للشرّ النبيل الذي لا يعرفه أحد سواك."

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية