آفات المعاملات

بتاريخ :السبت 11 سبتمبر 2021

الناشر :كرم حجازى   عدد المشاهدات : 196 مشاهدات

 إعداد / محمــــد الدكـــرورى

نحن حينما نوفي نرتقي لله عز وجل، وحينما نخون الأمانة نسقط من عين الله تعالى، وما من صفة في الإنسان أرقى من أن يكون وفيا لعهده، وقبل أن تعاهد انتبه, فالقضية ليست كلاما بكلام، ولكن القضية فعل، حتى في عقود الزواج يقولون اكتب كما تريد، كله حبر على ورق، لا، فإن هذا مال يجب أن يؤدى، ودين ممتاز، فالإنسان ما دام الوفاء جزءا من دين الإنسان, قبل أن يَعد فلينظر بماذا يعد؟ ومع آفة من آفات تحصيل المال الحرام، فهى آفة سوقها قائمة، وتجارتها في إفساد العقول والنفوس رائجة، فهى آفة جمعت من المضار أشدها، ولملمت من المخاطر أعظمها، آفة ما حلت بأرض إلا وحدقت بها الأخطار، ولا أناخت بباب قوم إلا وكانت علة الخراب والدمار.

فكم شجار وقع بسببها؟ وكم عرض هتك من جرائها؟ وكم مال سرق في سبيل الحصول عليها؟ وكم روح أزهقت لما دارت برؤوس أصحابها؟ إنها المخدرات، التي يبدأ صاحبها بالتدخين، الذى ابتلي به الكثير والكثير، فإن المخدرات التي تجعل صاحبها بلا عقل يفكر، ولا وعى يميز، ولا قلب يلين ويرحم، إنها المخدرات التي تمنع صاحبها من أعظم قيم الإسلام، فيحرم الصدق، والأمانة، والوفاء، والإخلاص، والتعاون على البر، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، إنها المخدرات التي ثبت أنها من أعظم أسباب الطلاق، والتفكك الأسرى، وهى من أشد أسباب الأمراض السرطانية والعصبية وضعف القوة، فلا غرابة أن يكون هذا السلاح الفتاك محط نظر الصهيونية العالمية.

لإفساد البشرية، حتى قالوا "لا بد أن نشغل غيرنا بألوان خلابة من الملاهي، والألعاب، والمنتديات العامة، والفنون، والجنس، والمخدرات، لنلهيهم عن مخالفتنا، أو التعرض لمخططاتنا" ولقد اعترف بعض تجار المخدرات في بعض البلاد الإسلامية، أن طلبة الكليات ومدارس الثانويات، يشكلون ثلث زبائنهم، ومن هؤلاء الطلبة من ارتقى به الحال إلى أن صار من مروجى المخدرات، وحتى يستفيق الآباء والأمهات، الذين ينشغلون عن تربية أبنائهم بمشاغل الدنيا، فإن عليهم أن يعلموا أن واحدا من كل أربعة فتيان بين الحادية عشرة والسادسة عشرة، تعاطوا ولو على سبيل التجربة للمخدرات، أو الكحول، أو المنشطات، أو الدخان.

ويقول أحد الطلبة "إن مروجي المخدرات هم الطلبة أنفسهم، ينصبون فخا للطلبة الجدد، فيقدمون لهم حبوب هلوسة بالمجان، لجرهم إلى عالم الإدمان، ليشتروها بعد ذلك بأثمان باهظة، حتى اضطر أحدهم إلى سرقة السيارات وبيعها لهم، مقابل جُرع من هذا السم القاتل" واعترف أحدهم بقوله "إنني خسرت دراستى الجامعية، وضيعت ثروتي على المخدرات، كما تحولت إلى سارق حين مددت يدي إلى متاع والدتي ذات يوم" ولم يقتصر الأمر على الذكور، بل شمل الإناث أيضا، وبشكل خطير، فهذه طالبة جامعية تعترف في عيادة طبيبها بأن خمسة وعشرون من زميلاتها يتعاطين حبوبا مخدرة أو مهلوسة وتقول الأخرى بأنها أدمنت على الحبوب المهلوسة.

بعد أن غررت بها إحدى رفيقات السوء، فقدمت لها حبوبا مخدرة، مدعية أنها حبوب طبية لمعالجة آلام الرأس، فعجبا لمن يقتل نفسه، عبر الموت البطيء الذي تسببه المخدرات، والله تعالى يقول كما جاء فى سورة النساء " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا" فالمخدرات إما مهدئات تؤدى إلى الإصابة بالصرع، وأمراض الكبد، والآلام، وإما مهيجات تؤدي إلى إصابات الدماغ المختلفة، وأمراض القلب، وإما مهلوسات تؤدى إلى الشلل والارتعاش، أما الحقن، فتقود صاحبها إلى مرض فقدان المناعة وهو الإيدز، وقد اتفق العقلاء على أن المخدرات كلها سم قاتل قتلا بطيئا.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية