مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :احمد حدوقه عدد المشاهدات : 92 مشاهدات
متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر بزمن عم تتشابه فيه الرؤى، وتتكرر فيه الوجوه، بيطلّ علينا مخرج من كوكب تاني... إسمه Rakesh Upadhyay. مخرج هندي عالمي، بس ما فينا نحصره بجنسية، لأنو ببساطة ملك لمجرّة الإبداع. هيدا مش بس صانع أفلام، هيدا حالم كبير، صاحب رؤية متفرّدة، متل الطيف النادر اللي بيمرق مرة بالعمر، وإذا ما تمسّكنا فيه، رح نندم قدّ ما فقدنا شي لا يمكن يتعوّض. Rakesh، مش مخرج عادي… هيدا رجل بيعرف ينسج الحكاية من خيط ضو، وبيحوّل الفكرة البسيطة لحالة فنية ساحرة، بتعيش جوّاتنا متل أغنية ما بتنمحى. عندو لمسة بتشبه الريشة على الحرير، بتدلّ على إنّو فنه مش مجهود، بل هو جزء من روحو… حاسة سادسة مزروعة فيه، بتخليه يشوف الصورة الكاملة قبل ما حتى الكاميرا تشتغل. بعصر السرعة، والتكرار، والاستهلاك، طلع Rakesh وقال: “أنا غير.” كل مشهد من توقيعه بيصرخ فنّ، كل كادر بيصرّ إنو يقول: “أنا مش متل غيري.” وفعلاً، هو مش متل حدا. مخرج بيشتغل بعقل الفيلسوف، وقلب الشاعر، وبعين بتشوف الجمال بأبسط التفاصيل. ما بيترك شي للصدفة، ولا بيختار إلا بعناية خارقة… كأنو عم ينتقي حجر كريم من صحراء كبيرة، وما بيرضى بأقل من النادر الحقيقي. اليوم، السينما الهندية، والعالمية، محظوظة إنو فيها إسم متل Rakesh Upadhyay. بس خلّونا نكون واضحين: هيدا الإسم ما لازم يمر مرور الكرام. هيدا مخرج لازم نفرشله السجادة الحمرا كل ما طلّ، مو كرمال شهرة أو ضجة، بل احترامًا لفنّو النظيف، لشغفو الصادق، ولقدرته العجيبة على إنّو يرجّعنا لأيام الزمن الجميل، من دون ما يستنسخ شي… بيرجعنا بنبض جديد، وبروح عم تتنفس مجد الأيام الماضية. Rakesh هو هديك العملة النادرة يلي صارت تُذكر بكتب التاريخ، مش بس بسوق الفن. هو النوعية اللي عم تنقرض، وللأسف… نحنا بحاجة ننتبه لهالكنز قبل ما يختفي متل حلم، ونصحى على عالم ما فيه شي بيلمع عن جد. لأنه، بوسط الزحمة، ما بيلفت النظر غير الإبداع الحقيقي، واللي بيقدر يخلق من لحظة صغيرة، حالة لا تنسى. شو بيفرّق Rakesh عن غيره؟ هو بيعرف يحكي من دون كلام… بيخلي الصورة تصرخ، والنظرة تحكي، والسكوت يوجع. هو مدرسة لحالو. مش غلط نطالب إنو شخصيتو تُدرّس، تنحط بكورسات السينما مش بس بالهند، بل بكل بلد بيحترم الفن. لأنو ببساطة، هو الدرس يلي ضاع منّا بوسط السوشيال ميديا، والإنتاج التجاري، والرغبة بالربح السريع. المخرج Rakesh Upadhyay، هو التوازن بين الحنين والتجديد. هو الجسر يلي بيربط الماضي الدهبي بالمستقبل الواعد. هو صورة عن شو كانت السينما، وشو لازم تكون. حافظ على هويتو، وما باع حالو لموجة، بل صنع لنفسو بحور جديدة، وعالم خاص… فيه الكاميرا بتتنفّس، والممثلين بيغنّوا بأدائهم، والمشاهد بيصير فيها العين مش بس بتشوف… العين بتحس. يمكن الزمن بيتغير، ويمكن السوق بيطلب شي، بس Rakesh بيرفض يكون ترند. هو بيخلق ترند، وبيضل محافظ على وهجه من غير ما ينحني لأي ضغط. وهون بتعرف إنك عم تحكي عن شخص نادر… نادر جدًا. فإذا نحنا بعدنا منآمن بالفن، وعم ندوّر على الأصل قبل التقليد… لازم نوقف ورا Rakesh Upadhyay، لازم نحكي عنو، نكتشفو، وندافع عن وجودو. مش بس كرماله، بل كرمالنا… كرمال الجيل الجديد يعرف إنو بعد في ناس، بتشتغل من القلب، وبتخلق من الحبّ، وبتغني السينما بدل ما تستهلكها. وبالنهاية، Rakesh مش مجرد مخرج… هو حالة. حالة بتحسسنا إنو بعد في أمل. وبعد في فن… وبعد في سحر حقيقي، ما بينعمل إلا من شخص خلق ليبدع. شخص، من سلالة نادرة… ما لازم تنقرض.