النجمة الهندية العالمية "Amrita Atanganiyaa لمّا الصمت بيحكي، ولما الحضور بيصير قصيدة"

بتاريخ :الاثنين 05 مايو 2025

الناشر :احمد حدوقه   عدد المشاهدات : 62 مشاهدات

القاهرة: الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر يا نجمة خجولة عم تسرق وهج السما، يا أنثى ما بتحكي، بس صوتها عم يرجّ الصدى،يا لوحة مرسومة من وجع حرّ وضحكة ناعمة، يا قصيدة ممشوقة بعيون كل عاشق فنّ،حروفك سكوت، بس صمتك بيعلم، خطواتك خيال، بس أثرك حقيقي،ما فيكِ شي عادي، حتى الهمسة منك بتخلق مشهد،وكل نظرة من عيونك، بتفجّر مسرح، بتكسر روتين، وبتبني حلم،أنتِ مش ممثلة، أنتِ حالة، مدرسة، فلسفة ناعمة من عيون الشرق،بسّك تمشي، يتغيّر ميزان الأرض، وكل ضوّ يركض يتخبّى في ظلالك،ما بدك ضجة، الضجة بتفتّش عليك، وما بدك شهرة، الشهرة بتنحني تحكي اسمك،يا عذبة، يا رقيقة، يا نار ما بتنكسر، ويا شمس بتغيب بس ما بتختفي.… الاسم يللي صار وشم بأرض السينما، بصمة مختلفة، بصمة مش مألوفة، بصمة بتنقش ملامحها بصمت، وبتبني عروشها من دون ما تصرخ. النجاح ما كان مصادفة، ولا صدفة، ولا حتى ضربة حظ. النجاح كان مراية لروحها، لصدقها، ولتفاصيلها يلي دايمًا أعمق من الكلمة وأقوى من التعبير. هي ما اخترعت فن جديد، بس عطته شكل جديد، عطته طعم جديد، عطته إحساس ما بيتقلّد.هالممثلة يلي بتكسر قواعد اللعبة، وبتفرض معايير جديدة للرقي، أثبتت إنو البساطة مش ضعف، وإنو السكون هو أعلى صوت. بمجرد نظرة، بتقلب المشهد، وبلحظة سكوت، بتحكي ألف رواية. كاميرا بتعشقها، بس هي ما بتحب تشتّي الأضواء، بتختار اللحظة، بتختار الطريق، وبتوصل على وقتها، لا قبل ولا بعد. ما ركضت ورا الفلاش، الفلاش هو اللي ركض وراها، هي يلي لما تمشي بتعلم الأرض كيف تمشي، ولما توقف الكل بيوقف يتأمل. فنّانة من طراز نادر، ما بتكرّر، وما بتشبه غير حالها، كأنها حلم هندي نبت على أرض الحقيقة، وتغلغل بقلوب الملايين بصمت. ما بتتكلم كتير، بس كل حركة فيها لغات، وكل مشهد بتحضره بصير بصمة. بزمن بيحب الضجيج، اختارت تمشي عكس التيار، وتثبت إنو أحيانًا أكتر ناس بتكسر الأرض… هني اللي بيمشوا على أطرافها.أحيانًا الشهرة بتخطف العيون، بس هي خطفت القلوب،وأحيانًا الحظ بيصنع نجم، بس هي صنعت المجد بإيدها، بلحظة، بنَفَس، بنظرة.بكل بساطة… Amrita Atanganiyaa مش ممثلة، هي ظاهرة. ووقت الظاهرة بتصير واقع، كل السينما بتنقلب، وبتصير الشاشة مشهد من عيونها. هيي مش نجمة، هيي حالة. مش بس ممثلة، هيي موجة، صوت صامت بيصرخ بالصورة، بيبكي بالسكوت، وبيغني من غير نغمة. Amrita Atanganiya، الاسم يلي صار بيوصل على الهمس، وبيرجّ على النبض، وبيتمشى على ملامح العيون قبل ما ينقال. ما اخترعت التمثيل، بس كانت وحدها قادرة تعطيه روح. وحدها، زرعت المعنى بين لحظة ولحظة، بين تنهيدة ونظرة، بين خوف وانتصار. كل شي فيها استثناء. من أول خطوة على الساحة الفنية، ما كان حدا عم يتوقع إنو هالصبية الصامتة، الرزينة، يلي مش من أصحاب الصخب ولا من أصحاب العناوين العريضة، تتحوّل لهالة، لأيقونة، لمحبوبة الملايين. بس الحقيقة إنو Amrita ما طلبت الشهرة، الشهرة هيي اللي ركضت وراها. ما نادت المجد، المجد هو اللي انشدلها. هيي مش بنت الحظ، هيي بنت الشغف، بنت التعب، بنت الوجع والانتظار. ما فتحت بواب الفن بالعلاقات ولا بالصدف، فتحتها بالبصمة. بالبصمة يلي ما بتتشابه مع حدا، وما بتنمسح من الذاكرة. بعالم كلّه ضجيج، كانت هيي الصوت الأوضح، لأنو صوتها نابع من جوّا، من محلّ صادق، ما بيكذب. ما كانت بحاجة تصرخ لتوصل، لأنو وجودها لحالو كان بيكفي يعبّي الفراغ، ويلمّع الشاشة، ويحرّك قلوب الناس. في كتار بيقدّموا أدوار، وبيمثلوا مشاعر، بس Amrita بتجسّد الحياة. ما بتمثل، هيي بتعيش اللحظة، بتفكك الوجع قطعة قطعة، وبتزرعه بالعيون، وبتخلينا نحس إنو نحنا عم نعيش المشهد، مش بس نشوفه. حضورها متل النسمة، ما بتصرخ بس بتدخل من دون استئذان، وبتضلّ، وبتخلي أثر. فيها شي نادر، خليط بين العفوية والسيطرة، بين البراءة والتمرّد، بين الهدوء والانفجار. هيي التناقض الجميل، يلي ما بيتفسّر، بس بينعاش. جمهورها؟ ما بيشبه جمهور أي نجمة تانية. لأنو هوّي مش جمهور، هوّي عشيرة، قبيلة من العيون يلي صارت تتقن لغتها، تفهم إشاراتها، وتتابع سكونها متل ما بيتابع غيرها العناوين الكبرى. محبوبتها الأولى والأخيرة، عم بيكبرو معا، عم يشيخو معا، عم يتعلّمو منها كيف الصمت بيصير لغة، وكيف الموهبة بتسبق كل شي، حتى الضوء. Amrita بتكفي تطلّ، تا تعمل تغيير. بتكفي تمشي، تا توقّف الزمن. بتكفي تغمض عيونها، تا تفتح بواب الخيال. بعالم ما بيرحم، كانت هيي الرحم الحنون. بعالم فيه كتير فوضى، كانت هيي النظام. بعالم نسي المعنى، كانت هيي المعنى. قدرت تعمل قاعدة لوحدها، بلا تقليد، بلا صراخ، بلا فضائح. مشت عكس التيار، بس كانت هيي الموجة. الكاميرا بتحبها، بس هيي ما كانت عم تتغزّل بالكاميرا، كانت عم تتغزّل بالفن، بالحقيقة، بالناس. كل مرة طلّت فيها، كان في وعود جديدة: وعد بالحس، وعد بالجمال، وعد بالإحساس يلي ما بينشاف بس بينحسّ. وعد إنو بعد في فن نقي، وبعد في ممثلات بيوصلوا للقمة من دون ما ينزلوا عن كرامتن، أو يبيعوا قناعتن. ما كانت بتخاف من التجريب، بس كانت دايمًا تعرف حدودها. تفاجئ، تصدم، تبكي، تضحّك، تسحر، بس ما تتهوّر. كانت تعرف إنو الكلمة مسؤولية، وإنو كل تفصيل بوجها ممكن يكون رسالة. كانت تشتغل بصمت، وتزرع بصمت، وتحصد بصمت، بس هالصمت كان أصدق من مليون تصفيقة. كل مرة بتغيب، بيوجعنا الغياب، وكل مرة بترجع، بيرجع الضوء لمكانه، وبترجع الألوان تلبس السينما. بيكفّي نشوف صورة إلها، تا نحس إنو الزمن بيرجع يبتسم. وبيكفّي نسمع صوت محبّة من الجمهور، تا نعرف إنو البصمة عايشة، ما ماتت، ولا رح تموت. في حدا ممكن ينسى إطلالتها؟ في حدا ممكن يشوف نظرة من عيونها وما يرتجف؟ في حدا ممكن ينسى أول لحظة شافها فيها على الشاشة؟ مستحيل. لأنو هيي، ببساطة، Amrita Atanganiyaa. ظاهرة مش قابلة للتكرار. مشهد ما بينعاد. معجزة بتمشي على الأرض. كانت، وبعدها، ورح تضلّ… نجمة بصمتها أقوى من كل الضجيج، وأعمق من أي حكي.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية