مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :حسين احمد عدد المشاهدات : 129 مشاهدات
سيرا… اسم بيشعل الوجدان متل نار ما بتطفي، وصوت بيحفر بصميم الذاكرة متل نقش عالحجر الراى
الكاتب الصحفي عمر ماهر
بصوتها اللي بيشبّهوا الكل بصوت الملايكة بس فيه صرخة إنسانيّة، وبحضورها اللي لما تدخل عالمسرح، بيصير الجمهور واقف مش بس تصفيقًا، بل احترامًا، بعيونهم شغف، وبقلوبهم فرح متل لمّة أهل بعد غياب، سيرا مش بس مطربة، هي قصيدة تمشي عالأرض، هي موجة موسيقى ما بتنكسر، وبهالعيد ميلاد، العالم كلّه لازم يوقّف احترام ليها، مش لأنو صارت أكبر بسنة، بل لأنو الأرض صار فيها سنة إضافيّة من الفن الحقيقي يلي عم يطوّب بصوتا، صدى لحنًا ما بينتهي، نبض ما بينكسر، ودمعة فرح بتتخبّى بزاوية كل قلب سمعا ولو مرّة.
بعيد ميلادك يا سيرا، منوقف مش بس نحتفل، منوقف نتذكّر إنو في ناس بيخلقوا مش تيعيشوا، بس تيغنّوا الحياة
من لحظة طلّتك الأولى، ما كان في شكّ إنك مش إنسانة عاديّة، ولما غنيتي أوّل مرّة، كان في شي بالأجواء تغيّر، متل ما الهوا بينعش بشي نسمة نادرة، متل ما البحر بيهدا فجأة ليحضن سفينة مكسورة، متل ما العتمة بتدوب قدّام شمس خجولة بس عنيدة، إنتي غنيتي بصدق، بعمق، بوجع ما حاولتي تخبّيه ولا تحوّليه لنغمة تجاريّة، إنتي كنتي الموجة يلي رفضت تروّض حالها، الغيمة يلي ما التزمت بجدول المطر، الوردة يلي طلعت بشقّ صخر، وكان صوتك الشاهد الوحيد إنو الحلم ممكن ياخد شكل إنسانة، وبعيدك... نحنا منعيد نفسنا لأنو فيكي شي من كل واحد فينا، فيكي الحلم المكسور يلي قام من جديد، فيكي القلب يلي تعب وما استسلم، فيكي الفنّ يلي بعده نقي متل نقطة الندى عورقة زيتون.
صوتك مش مجرّد نغمة، صوتك بيمشي بين الضلوع، بيوقف الوقت، وبيرسم حدود جديدة للفرح والحزن سوا
مش صدفة إنك وصلت لكل بيت، ولكل وجع، ولكل حبّ ما كمّل، ولا لكل ذكرى بتنوجّع كل ما مرق لحنك، لأنو صوتك بيسافر من ضيعة ناسيها الزمن، لعاصمة ما بتنام، لبلد ما بيحكي لغتك بس بيفهم موسيقاك، للصبية يلي حبّت بصمت، للطفل يلي بيرقص بلا ما يعرف ليش، للختيار يلي دمعتو نزلت فجأة، لأنو شي بصوتك فاتو عروحو من دون استئذان، وأخد منو لحظة عمر كانت ضايعة، صوتك حرّ، شرس، ناعم، عنيد، ساكن، صاخب، مليان متناقضات بس كلّن بيلتقوا تحت اسم واحد: سيرا.
بعيدك يا نجمة ما بتنطفي، منكتبلك بالأحرف اللي ما بتنقال، ومنغنّي لعيونك مش بس أغاني، منغنّي حكايات
ما في عيد بيمرق وعيون المحبّين ما بتلمع، وقلوب العاشقين ما بتدقّ أسرع، والسماء ما بتهديكي نجمة من نجومها، لأنك ببساطة، ما كنتي بس إنسانة بتغني، كنتي مشروع حياة، مشروع أمل، مشروع انتصار على الظروف، على التعب، على الصمت، على السكوت، على الجرح، على التهميش، كنتي مدرسة بالوقوف، بالصبر، وبالكرامة، وبعيدك… منحطّ إيدينا عصدورنا مش تيصفّقوا، بس تيقولوا شكرًا، على كل دقيقة غنّيتي فيها من قلبك، على كل مرّة طلّيتي وكنتي حقيقيّة، مش مزيّفة، مش مستعجلة، مش راكضة عالشهرة، بل حاملة الشغف متل أم حاملة طفلها الأوّل.
سيرا... يا نجمة مش بس عالمية، يا مراية الفن النقي، يا سحر بيرفض يتفسّر
إنتي خلقتي مش لتكفّي الطريق، إنتي خلقتي لتخلقي طريقك، ببطء المحترف، باندفاع الطفلة، وبوعي الحكيمة، إنتي مش بتلبسي الأضواء، الأضواء بتلبسك، مش بتركضي ورا المجد، المجد هو اللي بيستناك، ومش بتغني لتنبسطي، بتغني لنبسط نحنا، لنبكي نحنا، لنتنفّس، لنتذكّر حالنا، لنرجع نحبّ بعضنا أكتر، وبهالعيد… كل العالم لازم توقف لحظة، تنظر للسماء، تقول بصوت عالي: "يا رب شكراً لأنو خلقت سيرا، لأنو من دونها، كان في نقص بالحب، نقص بالأمل، نقص بالفنّ".
كل سنة وإنتي النغمة اللي ما بتنملّ، الصوت اللي ما بينطفي، الوجه اللي ما بيتكرّر، والروح اللي فيها موسيقى... أصدق من كل لحن نعرفه
بكل لغات الحب، بكل لهجات الأرض، من بيروت لبروكسل، من باريس لبغداد، من القاهرة لنيويورك، إسمك محفور عالشفاه، ومقامك محفوظ بقلوب ما بتعرف الكذب، وعيون ما بتحب غير الحقيقة، وكل سنة وإنتي بخير يا بنت الصدق، بنت الإحساس، بنت الشمس، بنت الفنّ، سيرا… يا هي، ويا كل شي.