"السبع بنات".. أسطورة شعبية تحوّلت إلى اسم حي

بتاريخ :الاثنين 04 اغسطس 2025

الناشر :محمد احمد   عدد المشاهدات : 201 مشاهدات

كتبت / أية محرم

في زوايا الأحياء القديمة وتحت عبق التاريخ المنثور بين الأزقة، تنبض أماكن تحمل أسماء قد تبدو غريبة للوهلة الأولى، لكنها تخفي وراءها قصصًا محفورة في وجدان الناس. واحدة من هذه المناطق هي "السبع بنات"، الاسم الذي يثير فضول كل من يسمعه لأول مرة.

مقام السبع بنات.. بين الواقع والأسطورة

في أحد أحياء القاهرة العريقة، يقف مقام صغير يعرف باسم "مقام السبع بنات"، ويعتقد البعض أنه يضم رفات سبع فتيات من أولياء الله الصالحين، نذرن حياتهن للعبادة وترك زينة الحياة الدنيا. تقول الروايات الشعبية إن هؤلاء البنات رفضن الزواج والانشغال بشؤون الدنيا، وكرّسن حياتهن لعبادة الله، فعاشن في زهد وتقوى، حتى ذاع صيتهن في المنطقة، وتبارك بهن الناس.

توارث الأهالي هذه القصة جيلًا بعد جيل، لتصبح جزءًا من وجدان الحي الشعبي، حتى سُميت المنطقة بأكملها على اسمهن، تكريمًا لورعهن، ومحبةً في ذكراهن.

 بين الرواية والتاريخ

رغم محبة الناس لتلك القصة، يرى بعض المؤرخين أن التسمية ربما لا تستند إلى وقائع تاريخية دقيقة، بل إلى ثقافة شعبية صوفية شائعة في مصر منذ قرون، حيث تنتشر أضرحة لأولياء مجهولين، كثيرًا ما تُنسب إليهم "كرامات" وتتوارثها الذاكرة الجمعية.

في رواية أخرى، يُقال إن السبع بنات كنّ شقيقات استشهدن في حادث مؤلم أو في إحدى المعارك القديمة، فحزن الناس عليهن وأقاموا لهن مقامًا رمزيًا.

السبع بنات.. من اسم إلى هوية مكان

اللافت أن الاسم لم يتوقف عند كونه مجرد حكاية، بل أصبح جزءًا من هوية المنطقة، يتداول الناس الاسم كعلامة مميزة تدل على الحي، بل وتُبنى حوله محلات وأسواق ومدارس. وفي بعض المحافظات المصرية مثل بورسعيد أو المنيا، نجد أيضًا مناطق تحمل نفس الاسم، ما يدل على انتشار هذه الرمزية في أكثر من مكان.

الذاكرة الشعبية لا تنسى

سواء أكانت القصة حقيقية أم من نسج الخيال الشعبي، فإن "السبع بنات" تظل عنوانًا لحكاية مصرية خالصة، تنتمي لعالم التصوف والتقاليد الشعبية، وتكشف عن علاقة المصريين الفريدة بالروحانيات، وحبهم لأبطال الحكايات الذين لم تخلدهم الكتب، لكن خلدتهم القلوب.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية