مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة د / اميره بلال
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :انجى باسم عدد المشاهدات : 142 مشاهدات
تحليل بلومبرغ.. مصر نموذج التوازن في عالم متغير ـ جريدة الراي
بقلم د. أحمد عبده
نشرت وكالة بلومبرغ الأمريكية تقريرًا مطولًا حول الدور الإقليمي والدولي الذي تلعبه مصر في المرحلة الراهنة، تحت عنوان يشير إلى قدرة القاهرة على تحقيق معادلة دقيقة بين القوى الكبرى في عالم يموج بالتحولات.
وجاء في التقرير، الذي أعدّه صحفيان متخصصان في الشؤون السياسية والاقتصادية، أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على دبلوماسية واقعية متزنة، استطاعت من خلالها أن تحافظ على علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة من جهة، ومع روسيا والصين من جهة أخرى، دون أن تفقد استقلال قرارها الوطني أو هويتها السياسية.
ورأت بلومبرغ أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في بناء سياسة خارجية مرنة تراعي مصالح الأمن القومي المصري أولًا، وتحافظ في الوقت نفسه على حضور فاعل في التحالفات الدولية الجديدة، وعلى رأسها تجمع البريكس الذي انضمت إليه مصر رسميًا مطلع عام 2024.
وأكد التقرير أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى الرئيس السيسي باعتباره نموذجًا للقيادة الحاسمة في منطقة تعاني من اضطرابات عميقة، إلا أن ذلك لا يمنع واشنطن من مراقبة توجهات القاهرة عن قرب، خصوصًا في ما يتعلق بعلاقاتها المتنامية مع موسكو وبكين.
وأشار التقرير إلى أن مصر تستخدم أدوات قوتها الناعمة بذكاء لافت، مستشهدًا بافتتاح المتحف المصري الكبير بوصفه رسالة حضارية إلى العالم تعكس رؤية مصرية متكاملة تقوم على السلام والاستقرار والتنمية.
كما أوضح أن هذا الحدث الثقافي الهائل يمثل تجسيدًا حيًا لمعادلة مصر التي تجمع بين التاريخ والحاضر، وبين الأصالة والمعاصرة.
واختتمت بلومبرغ تقريرها بالتأكيد على أن القاهرة تسير على حبل دقيق في علاقاتها الدولية، لكنها تفعل ذلك بثبات وحنكة، تجمع بين الواقعية السياسية والقدرة على التكيف مع التحولات العالمية، دون التفريط في ثوابتها الوطنية أو مكانتها التاريخية.
ورغم اختلاف زاوية الرؤية بين التحليل الغربي والنظرة المصرية لذاتها، يبقى الثابت أن مصر تمسك بخيوط السياسة الإقليمية بثقة وهدوء، وتعيد صياغة حضورها الدولي بما يتناسب مع حجمها ودورها وموقعها في قلب العالم.
فمصر، كعادتها، تمضي في طريقها لا لتُرضي الآخرين، بل لتُرضي ضميرها الوطني، مؤمنة بأن مكانها لا يُمنح… بل يُنتزع بثبات وإرادة وإيمان.
ولأنها مصر، فإن التاريخ حين يكتب فصوله الأخيرة… لا يختتمها إلا باسمها.