مقبرة الرئيس

بتاريخ :الأحد 11 يوليو 2021

الناشر :محمود   عدد المشاهدات : 324 مشاهدات

مقبرة الرئيس

علي أحمد الدليل 
كانت أخر وصايا جيهان السادات ان تدفن بجوار زوجها زعيم الحرب والسلام ، في مقبرته بمدينة نصر  وهى المقبرة التى  مازالت حتى الان تمثل لغز عند الكثيرين لا يعرف حله الا عدد محدود  من الدائرة  التى كانت محيطة بالسادات ومن بينهم زوجته السيدة  جيهان السادات نفسها .
لماذا لم يتم دفنه بمسقط رأسه ؟ وقد مات السادات يوم 6 اكتوبر و جنازته شيعت بعدها بأربعة ايام..وقد يتساءل الناس  لماذا تأجلت مراسم التشيع ؟ولماذا دفن بجوار المنصة وليس بمسقط رأسه؟وهل توجد مقابر بجوار المنصة ؟
يوم6 اكتوبر وضعت رصاصات الإرهاب نهاية  الرئيس السادات وقد فشل عبود الزمر فى الاستيلاء على مبنى الإذاعة والتليفزيون وفشل عبود لم يكن نهاية الصدام بين التنظيمات الجهادية  والسادات ففى الوقت الذى نقل فيه السادات إلى مستشفى المعادى انطلق عبود الزمر إلى مخبئه بالجيزة لوضع الخطط البديلة هو وتنظيمه البائس.
وفى مستشفى المعادى كان رجال السادات فى انتظار مجيئه وهو تحت إشراف الأطباء.. وكان يمكن أن تمر المسألة بسهولة ويبدأ الجميع فى الاستعداد للجنازة لولا موقف جيهان السادات وإصرارها على حضور نجلها جمال السادات تشريح جثة والده.
وفى اليوم التالى لواقعة الاغتيال وقبل بدء تشريح جثمان الرئيس الراحل اتصل رئيس الوزراء بالسيدة حرم الرئيس (جيهان السادات) للإذن باستخراج الرصاصة الوحيدة المتبقية فى جسده استكمالا للتحقيقات، وقد وافقت بشرط حضورها مع جمال السادات قائله إنها إرادة الله حتى يودع جمال أباه الذى مات أثناء غيابه بالخارج ولم تخبره السبب الحقيقى وهو رغبة جمال فى التأكد من أن الرصاصة من مدافع المتهمين أم من بندقية أو مسدس آخر ..وسواء أكان من الخلف أو من جانب الموالين للمتطرفين، أو من جانب بالحرس الخاص؟وقد تبين من فحص جمال للأداة ــ باعتباره عضوا فى نادى الرماية ولإلمامه بالكثير من البنادق والذخيرة أنها من نفس النوع الذى استخدمه المتهمون وهكذا انصرفا وقد اطمأنا إلى هذا الأمر وأنه ضحية وشهيد الإرهاب الخسيس.
والذي قد أعطي الأمان التام منذ مطلع السبعينيات وبداية حكم الرئيس السادات لأسباب سياسية بحتة ،ولكن تفاعلت الجماعات فيما بينها وانشقت إلى مذاهب ومصالح ،كان ابرزها تنظيم الجهاد ،والذي تهجم على السلطة لسرقتها باغتيال رئيس البلاد وزعيم الحرب والسلام.
ولما تأكدت (جيهان) من موت زوجها وأن الحرس الخاص ليس له علاقة بالاغتيال بدأت الاستعدادات للجنازة ولكن اختيار مكان دفن السادات ظل واحدا من أشد الأسرار التى ظلت مجهولة حتى وقت قريب جدا. خاصا وأن السادات كان يتمنى أن يدفن فى مسقط رأسه بالمنوفية..وإن كان قرار الدفن بمدينة نصر سببه الرغبة فى تخليد ذكراه وحتى يسهل على المشاهير والرؤساء زيارة قبره كلما زاروا مصر.
هذا الكلام هو التفسير من وجهة نظر رجال السادات،وهو تفسير أقرب للواقع.
وهناك تفسير أخر لذلك ؛ أن قرار اختيار دفن بطل الحرب والسلام بجوار الجندى المجهول كان لأسباب أمنية بحتة وخشية الأجهزة من عدم السيطرة على الموقف بعد أن وصلت معلومات بأن هناك مخططا لتفجير الجنازة بكل ما فيها من مصريين ووفود وذلك عن طريق طائرة يقودها أحد أعوان عبود الزمر وذلك فى حالة ما إذا تقرر أن يدفن السادات فى المنوفية وكانت فكرة التحكم والسيطرة على الجنازة عملية صعبة لذلك تقرر أن ينقل السادات من مستشفى المعادى بطائرة تهبط على مسافة قريبة من الجندى المجهول ثم يكون موكبها لمسافة قليلة جدا وفى الوقت ذاته تتيح مساحة الاتساع والفراغ لحى مدينة نصر فرصة للأجهزة الأمنية فى التحكم والسيطرة على الأمور.انه الإرهاب وإنها مصر ....رحم الله من رحلوا ..فداءا لوطنهم.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية