رامي وحيد يزيح الستار عن صورة من كواييس “كليرمونت ورلد”: “تصوير اليوم الأول… عالم كليرمونت بلّش!”

بتاريخ :الأربعاء 21 مايو 2025

الناشر :محمد احمد   عدد المشاهدات : 145 مشاهدات

 الكاتب الصحفي عمر ماهر 

بصورة واحدة منشورة على صفحته الرسمية، قدر النجم العربي رامي وحيد يشعل الخيال، يحرك القلوب، ويشد العقول لورا كواليس عمل عالمي ضخم بعنوان “كليرمونت ورلد”، وببساطة نادرة بس واثقة، كتب تعليق مقتضب: “تصوير اليوم الأول... عالم كليرمونت بلّش!”، وهالكلمات القليلة كانت كافية لتفتح بوابة على عالم مليان سحر ودهشة وحلم، بس أكتر من الكلمات، كانت الصورة نفسها بتحكي ألف قصة وقصة، فبموقع طبيعي بيخطف الأنفاس وبيذكّرنا بمشاهد الأفلام الهوليوودية اللي بتترسخ بالذاكرة، وقف رامي مرتدياً بدلة بيضا أنيقة ببساطتها، قماشتها بتعكس النور بطريقة بتدل على جودة اختيار الملابس بالدقة نفسها اللي بينكتب فيها سيناريو متمكن، وكان واقف على صندوق خشبي عتيق بيشبه صناديق الشحن القديمة، صندوق ما كان بس قطعة ديكور، إنما رمز لرحلة، لحمل، لميراث نفسي بيحملو البطل على كتافه من أول دقيقة بالفيلم.

المنظر ورا رامي ما كان مجرد خلفية، بل لوحة مرسومة بريشة الطبيعة، بنهر بيتمايل بكسل بكسل قدام الكاميرا، غابة كثيفة فيها تنوّع بالأخضر بيشبه اختلاف الشخصيات البشرية، وشمس خجولة عم تتسلّل بين الغصون كأنها بتراقب بحذر انطلاقة بطل جديد، والمشهد كله كان بيحمل طاقة صامتة، طاقة كأنها بتقول “شي عظيم عم ينطبخ هون”، ورامي بوقفته المستقيمة، بنظرته المرفوعة للسماء، وبكفه اللي نازل جانب جسمه كأنه بيحمل رسالة غير منطوقة، ظهر مش بس كممثل بل كرمز، كفارس عصري نازل من حصانه وواقف على أرض غير مألوفة بس مش غريبة عليه، أرض جديدة عم يزرع فيها بذور حلم قديم.

الصورة ما فيها حركات مسرحية ولا استعراض، فيها صدق، فيها لحظة من لحظات الصفاء الإبداعي، وبتعابير وجهه اللي فيها نوع من التحدي ونوع تاني من التأمل، حسّينا إنو رامي مش عم بيمثل، إنما عم يتحول، عم يتقمص شخصية يمكن بتشبهه، ويمكن بتناقضه، بس أكيد بتعيش فيه، والضو النازل على وجهه من زاوية مائلة أعطى للمشهد هيبة، كأنو الرب نفسه عم يبارك أول يوم تصوير، أو كأنو هاللقطة هي البرومو الأجمل للفيلم قبل ما حتى يبلّش.

ومش غريب هالكم الهائل من الرمزية، لأن رامي دايمًا بيختار أدواره بدقة، وبهيدا الفيلم، حسب كلامه، هو ما بيقدّم شخصية عابرة أو دور بيكمل النص، بل شخصية محورية، مؤثرة، بتغير مجرى الأحداث، وبيقول: "الشخصية بتطلب مني أعصابي، قلبي، دماغي، وحتى نومي... أنا كل يوم عم بكتشف فيها شي جديد، وكل يوم عم حسّ إنو هالشخصية بتحتاج مني أكون أكتر من ممثل، بتحتاج أكون إنسان بيواجه ماضيه وبيصنع مستقبله".

وهون، ما فينا ما نذكر دعم المخرج الأميركي إلو، واللي بحسب رامي، عطاه مساحة حرّة يعبّر فيها، ويجرب، ويغلط، ويعيد، بس الأهم عطاه ثقة، ولما بيقول المخرج لرامي: "You’re not just acting… you’re transforming the scene"، فهالكلمات ما فيها مجاملة، فيها إيمان بممثل عربي عم ينحت اسمه بحروف نارية بين صخور هوليوود الصلبة.

الصورة، اللي ظاهر فيها رامي بزاوية فيها توازن جمالي ودرامي خارق، فيها تدرجات ألوان مقصودة أو عفوية بس بتخدم السرد البصري، ومع خلفية غنية بالأغصان المتشابكة والضباب الخفيف اللي عم يغلف كل شي، قدر ينقلنا لعالم "كليرمونت" حتى قبل ما نشوف مشهد، والمفارقة إنو الجمهور حسّ بهاللحظة وكأنو شاف أول دقيقة من الفيلم، ولو بصورة صامتة، وكأنو عم يسمع حوار داخلي بين الشخصية وبين الأرض، بين الصوت وبين الصدى.

رامي بهالمشهد مش عم يوصل حلمه الشخصي بس، هو عم يمثّلنا كلنا، عم يفتح باب كان مسكّر بوجه كتير ممثلين عرب، وعم يثبت إنو لما يكون في إيمان، وتدريب، وثقافة، وخلفية مسرحية قوية، فينا نقف جنب أكبر نجوم هوليوود مش كمجرد وجوه جديدة، بل كأعمدة درامية بتقلب الموازين، ومش من فراغ كان ظهوره الأخير بمهرجان Hackettstown السينمائي الدولي حديث الصحافة الفنية، لأنو ما كان مجرد نجم عالسجادة الحمراء، بل كان رسالة ماشية على الأرض، بتقول إنو الفرصة مش حلم، الفرصة واقع بس بده شغل وجنون وإيمان.

وبالختام، لما بيقول رامي “تصوير اليوم الأول... عالم كليرمونت بلّش”، ما عم يعلن انطلاق فيلم، هو عم يعلن بداية عهد جديد بفنه، وبحضور عربي ما عاد يقبل يكون ضيف أو كمالة عدد، بل بطل، ومحور، وصوت جديد عم يتردد صداه بعاصمة السينما العالمية.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية