فيلم "40 Days"... لما بتصير الهجرة مرآة للوجع الإنساني وصراع البقاء على شاشة كاليفورنيا.الراى 

بتاريخ :الأربعاء 28 مايو 2025

الناشر :حسين احمد   عدد المشاهدات : 74 مشاهدات

فيلم "40 Days"... لما بتصير الهجرة مرآة للوجع الإنساني وصراع البقاء على شاشة كاليفورنيا.الراى 

 

تغطية خاصة من القاهرة الكاتب الصحفي عمر ماهر 

 

بين صمت الحدود وصوت الرصاص، بين دموع الأمل وخوف المجهول، وُلد فيلم "40 Days"، عمل سينمائي درامي بيحاكي وجع البشر، ومش بس بيصوّرهم، بيعرّي الحقيقة قدام الكاميرا من دون أي تجميل. الفيلم يلي صار حديث الأوساط السينمائية بأميركا قبل حتى ما ينطلق عرضه، عم يشكّل اليوم علامة فارقة بنوعه، لأنه ما اختار الطريق السهل، ولا لجأ لحكايات مكرّرة، بل غاص مباشرة بجوف الجرح، وفتح ملف من الملفات المسكوت عنها: الهجرة غير الشرعية عبر الحدود المكسيكية، القضية يلي حوّلت آلاف الأشخاص لأرقام مفقودة، وأجساد ضايعة بالصحراء، وصرخات مكتومة داخل علب معدنية عم تمشي بعكس اتجاه الرحمة.

 

الفيلم من إخراج المخرج المصري -الأميركي Peter Takla، والسيناريو من توقيع ميرا فيكتور، وبين سطور السيناريو تتشكّل الحكاية على شكل كفاح يومي منسي، بطلها "نجيب" و"ميريام"، اتنين من وجوه هالواقع الكتير بشع، بس الكتير حقيقي، رحلتن ما بتبدأ على الحدود، بل ببلادن، بشعور العجز، بالضيق، بالأحلام الكبيرة المحبوسة بجغرافيا صغيرة. وهالرحلة، بالرغم من خطورتها، بتعكس واقع إنساني رهيب عم يعيشو كتير من البشر، ومن خلال عدسة Takla، كل تفصيل بينشاف وبيتقال، كل صمت إلو صوت، وكل مشهد فيه معنى أعمق من الصورة.

 

بيلفت النظر أداء الممثل المصري حسام داغر يلي قدّم دور "نجيب" بصدق نادر، ما اكتفى ينقل الشخصية، بل غاص فيها، لدرجة صرت تحس إنّو الكاميرا عم توثّق تجربة عايشها مش مشهد عم يمثّلو، وبجانب داغر، بتبرق ميرا فيكتور بأداء ناعم، مشحون بالمشاعر والذكاء، قدرت تخلق شخصية "ميريام" المتقلّبة، المعذّبة، القويّة والضعيفة بنفس الوقت. المشاهد بينهم مش بس مشاهد تمثيل، بل بمثابة مرآة بتعكس الصراع الطبقي، الاجتماعي، الإنساني، والسياسي يلي بيحاصر المهاجر من لحظة اتخاذ القرار لآخر نفس بالرحلة.

 

المثير بالعمل كمان، هو التنوع الثقافي والعرقي يلي بيطغى على الكاست، فإلى جانب داغر وفيكتور، بيشارك ممثلين من خلفيات مختلفة، متل الهندي Aman Dhaliwal، وBavi Sharma، والممثلة الأميركية Constance Marie Kim، والممثل Tony Shofner، وهاد الشي بيعطي صدقية أكتر للقصة، لأن الهجرة مش محصورة بجنسية أو فئة، بل هي جرح مشترك بين شعوب كتيرة. ومن غير ما يفلت من العنصر الموسيقي، بيجي توقيع ريمون صقر على الموسيقى التصويرية ليكمل المعادلة: نغمة بتخزق الصمت، وبتكسر رتابة المشهد، وبتزيده وجع وإحساس.

 

بظلّ تركيز السينما الأميركية والعالمية على قصص النخبة والمجتمعات المخملية، بيجي "40 Days" كصفعة على وجه السائد، كمانيفستو إنساني بصيغة سينمائية، عم بيقول إنو ما في شيء أقسى من الحلم لما بيتحوّل لكابوس يومي، وما في شيء أغلى من النجاة. ومن هون، أهمية الفيلم مش بس بقوته الدرامية، بل بالرسالة يلي حاملها، وبتوقيته، خصوصًا بعصر زادت فيه الحواجز وباتت قضايا الهجرة متل قنابل موقوتة بكل بلدان العالم، بوقت بتحاول فيه أنظمة معينة تصوّر الهجرة كخطر، بينما الفيلم بيطرحها كصرخة.

 

العرض الأول رح ينطلق من Regency Westminster – أورانج كاونتي بـ30 أيار، مع حفلة افتتاح وسجادة حمرا الساعة 5 المسا، وبتكمل العروض بـ31 أيار و1 حزيران بعرضين يوميًا (6 و8 المسا)، وبيوازيها عروض تانية

 

 بـStarlight Cinemas – Costa Mesa بنفس الأيام ونفس التوقيت. أما بمدينة لوس أنجلوس، فالعروض رح تنطلق بـ6 حزيران بـRegency Panorama City Theatres، وبـ7 و8 حزيران بـStarlight Cinemas – Lakewood، كل يوم عرضين (6 و8 المسا). ومع وعود بعروض تانية قريبة بـنيويورك، تكساس، تينيسي، أوهايو وفلوريدا، واضح إن الفيلم مش جاي كضيف، بل كحالة رح تمتد وتناقش وتواجه.

 

الإنتاج كان بإشراف وائل نظمي وليلى بنس تحت راية Media Ave Studios، وهالجهد بيبيّن بكل تفصيل، من الإضاءة، لتصميم المشاهد، لرمزية المواقع المختارة، وصولًا للتقنيات البصرية المستعملة، يلي كانت بخدمة القصة مش استعراض تقني. وهيدا التفاني بالإنتاج خلق تجربة سينمائية بتحاكي المشاعر، وبتحرّض العقل، وبتطرح الأسئلة الصعبة يلي قليل بيجرؤوا يواجهوها.

 

بزمن عم يختلط فيه الواقع بالخيال، وبتضيع فيه الحقائق بين بروباغندا وسياسة، بيجي فيلم "40 Days" كصوت ما بيتخبى، بيصرخ بكل لغة: المهاجر مش مجرم... هو إنسان محاصر بالخيار الوحيد: إمّا يغامر أو يموت بصمت.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية