نجم الشاشة العربية علاء مرسي… النجم يلي ما بيغيب عن الذاكرة، وتكريم بمقام وطن.الراى

بتاريخ :الأحد 01 يونيو 2025

الناشر :حسين احمد   عدد المشاهدات : 960 مشاهدات

نجم الشاشة العربية علاء مرسي… النجم يلي ما بيغيب عن الذاكرة، وتكريم بمقام وطن.الراى

 

تغطية خاصة من القاهرة

 الكاتب الصحفي عمر ماهر 

 

بقاعة لبست هيبتها متل عروس بيوم فرحا، وبين حيطان نطقت بالمجد من كتر ما شافت أسماء تقيلة عم تمرّ وتترك بصمة، وقف علاء مرسي قدّام المنصة، مش بس كنجم، ولا بس كفنان، بل كرمز لأجيال، كصوت صارخ من جوّا الشاشة ورا الصورة، وكنبض فنيّ حقيقيّ حافظ على سحر البدايات رغم عبء السنين، تكريم المجلس القومي لحقوق الإنسان كان أكتر من مجرّد درع، وأبعد بكتير من لحظة تصفيق، لأنو هالتكريم إجا ليقول إنو في فنّانين بيتكرّموا مش لأنو وقتهم خلص، بل لأنو وقتهم مستمرّ، لأنو عطاهم بعدو عم يثمر، ولأنو اسمهم بيكبر كل ما الوطن حبّ الفنّ الحر، النظيف، الحقيقي.

 

لما بيوقف علاء مرسي على خشبة المسرح، الأرض بتوقف، الذاكرة بتغنّي، والحضور بينسى نفسو

 

ما بيحتاج تعريف، لأنو إسمو لحالو صار كافي، وما بيحتاج يبرّر، لأنو مشهد واحد منو بيقدر يختصر مدرسة كاملة بالتمثيل، بين الكوميديا والفلسفة، بين الوجع والضحكة، بين الجد والهزل، كان دايمًا قادر يشدّ الجمهور من أول لحظة، وبكل مرّة بيطلّ فيها، بيتركنا عالقين بين تصفيقة وانبهار، بين دمعة وابتسامة، وبهالتكريم، كلّ واحد بالمكان كان عم يتذكّر لحظة علاء مرسي دخل فيها قلبو بدون إذن، عبر مشهد، كلمة، أو حتى نظرة، وهون بيفهم الواحد إنو التكريم مش بس وسام بيتعلّق، بل هو مرآة لرحلة مليانة صدق، شغف، وإصرار.

 

من قلب الفن الشعبي، لعالم السينما، لشاشة التلفزيون، علاء مرسي كان دايمًا بيغنّي بإحساس مش مألوف

 

صوتو بيعرف يحكي، عيونو بتصرخ من دون ما يقول كلمة، وحضوره كأنو ضيف غالي ببيت كل مشاهد، بيعرف يحكي لغة الناس العاديين، البسطا، الطيّبين، وبيعرف بنفس الوقت يلمس نخبة الفكر والوجدان، لأنو ما كان يوم نخبوي، ولا شعبي، هو ببساطة، ابن الفن، ابن المسرح، ابن الكلمة، وابن الكفاح، هالفنان اللي قدّم الكتير، وكان ممكن يتنازل كرمال الظهور، قرّر يضلّ نظيف، قرّر يخلّي توقيعه الفني صادق وحرّ، كرمال هيك، لما وقف عالمسرح بهالتكريم، كان كل شي حواليه عم يصفّق مش بس احترامًا، بل امتنانًا.

 

تكريم علاء مرسي مش لحظة… هو بداية جديدة لزمن بيحترم الفن الجيّد وبيخاف على ذاكرة الشعوب

 

المجلس القومي لحقوق الإنسان مش اختار اسم عشوائي، ولا قرّر يعمل فقرة شكر، بل قرر يسلّط الضوء على قيمة، على مبدأ، على صوت بيمثّل ملامح الوطن، علاء مرسي كان وبيضلّ صوت مصر الأصيل، وبذات الوقت ممثل عالمي الهوية، لأنو البصمة ما بتعرف جغرافيا، ولا الشهرة بتحتاج ترجمة، ولما حضر بين الكبار، كان متواضع متل العادة، بسيط متل ما تعوّدنا عليه، بس حضوره كان جارح من قوّته، كاسر من عمقه، وجاذب من نقاوته، تكريم اليوم، كان بمثابة تصفيحة عكتف الفن، وتهنئة من الدولة لفنّان عرف يحافظ على نفسو من وحول الشهرة وسموم الزيف.

 

علاء مرسي… مش مجرّد فنان، هو حالة فنيّة، حالة وطنيّة، حالة وجدانيّة، ودرس بكل معنى الكلمة

 

ما بيكفي نقول ممثل عظيم، لأنو هيدا توصيف ناقص، هو حالة بين الكوميديا السوداء والتراجيديا الخفيفة، بين الإنسان العفوي والعبقري المركّب، بين لحظة عابرة بتتحوّل لأيقونة، وكل شي بيقدّمو، بيحمل بصمتو، بيحمل روحو، واللي بيعرف يقرا عيون الناس وقت يضحكوا أو يبكوا بسبب مشهد منّو، بيعرف تمامًا قيمة هالرجل، وهون بيصير التكريم فعل ثقافي، فعل وطني، لأنو لما بيكرّموا علاء مرسي، هني فعليًا عم يكرّموا الضمير، الوجدان، والهوية، وبهاللحظة، بنقول كلنا بصوت واحد: "يعيش الفن النضيف… وتعيش علاء مرسي".

 

تحيّة… مش بس لفنّك، بل لرحلتك، لتعبك، لصبرك، لضحكتك، ولدمعتك يلي كانت دايمًا من القلب

 

وإذا الكاميرات نقلت اللحظة، فالعين نقلت القيمة، وإذا المنصة حكت، فالناس رددت، وإذا المجلس كتب شهادة تقدير، فإحنا بنكتبلك شهادة حبّ، شهادة عرفان، وشهادة فخر، كل سنة وإنت العنوان، وإنت المرجع، وكل لحظة وإنت بخير يا علاء، يا سيّد كل دور، يا معلّم كل حرف، ويا نغمة ما بتنملّ، لا اليوم، ولا بكرا، ولا بعد مية سنة.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية