مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :محمد احمد عدد المشاهدات : 28 مشاهدات
متابعة الصحفي عمر ماهر
وقت اللي بيطلّ اسم نداء شرارة عالشاشة، ما بيكون مجرّد اسم فنّانة، ولا حتى مجرّد طيف نجمة غنّت وفلّت، بيكون الحضور الكامل، الطلّة المليانة إحساس، والصوت اللي بيعبّي القلب متل ما الهوى بيعبّي الروح، نداء شرارة اليوم ما بس غنّت أغنية جديدة، لأ، نداء زرعت عمل فني من ذهب، أغنية "ست الكل"، اللي ما إنطرحت عاليوتيوب حتى تفجّر التريند، وتسلّقت كل لائحة فيها نبض ناس وحب بلاد، وصارت حديث الكل، من جمهور، لفنانين، لأهل الإعلام، لأنو العمل أكبر من مجرّد غنية، هيدي صرخة حبّ، مرسال وفا، رسالة من القلب للقلب، وهدية بصوت نداء لوطن بيستاهل ألف نشيد متل "ست الكل".
من أول نغمة، من أول كلمة، بتحسّ حالك جوّا الأغنية، ما عم تسمع، عم تعيش، وبتبلّش هالكلمات الحنونة تدغدغ القلب:
"مهما عيني تشوف ما بلقى متلك، حلوة يا بلادي من قلبي بحبك"، يا الله شو صادقة هالجملة، شو طالع فيها من وجع حنين وفرح انتماء، نداء ما بس غنّت، هي عشقت على المايك، قدّمت بصوتها قطعة حب منقوشة عجبينها، وجعلتنا نحسّ إنو كل واحد فينا حامل وطنه بصوته، كل واحد منّا صار يغنّي معا "إنتي غير الكل، تبقي ست الكل"، وكأنو الوطن مش بس حدود وجغرافيا، الوطن صار لحن، صار نداء.
بصوتا، بتحسّ الأرض بتضحك، وبتدفي، وبترجع بتحضن ابنها البعيد!
نداء شرارة بهالأغنية، رجّعتنا على الطفولة، على أيام كنّا نركض بالحارة، ونرسم عالمنا بالأمل، "وحدك جوه الروح وبقلبي محلك"، قدّي حقيقية هالعبارة، وقديّي بتشبه نداء! مش غريب إنو الأغنية تصدّرت، ومش غريب إنو ناس من كل العالم العربي صاروا يغنّوها على التيكتوك والانستغرام، لأنو فيها شي بيشبهن، فيها صدى قلوبهن، فيها سيرة الأم، وسيرة الوطن، وسيرة كل شي غالي.
قاسم يونس، بكلماته وألحانه، نقلنا من زاوية السمع لزاوية البكاء، للرجفة، للدمعة اللي بتنزل بلا استئذان، لأنو "فيكي أول دمعة، وفيكي أول حب"، يا سلام، شو أصعب من أول دمعة؟ وشو أحنّ من أول حب؟! الأغنية مش بس بتمجّد الوطن، هي بتمجّد الأمّهات، الأرض، البيوت، الطرقات، وحتى ذكريات الحرب، لقطات الشوق، وكل شي مرق، مرق... بس ما راح من القلب.
تريند عن جدارة، لأنو مش كل يوم بينولد صوت بيحكي باسم الناس وبيغني بدل ما يصرخ!
لما نداء بتقول: "مهما عنك غيب، أنتي جوّة القلب"، بتتذكّر كل مغترب، كل حدا سافر وترك وراءه ركن من روحه، كل شخص ناطر يوم يرجع يشم ريحة تراب بلاده، وكل قلب بعده عم يدق على أمل، هيدي الأغنية مش موجّهة بس لمكان جغرافي، هيدي موجّهة لكل قلب ضايع بدنيا الاغتراب، ونداء بصوتها عم تعمله خريطة، تقول له: رجاع، بلدك ناطرتك، وأنت بقلبا، "بلادي ما بنساكي، وحدك بمشي الدرب"، وشو أحلى من الدرب لما يكون صوت نداء هو دليل الطريق.
الفرحة بالأغنية ما كانت محصورة بشريحة معيّنة، كبار وصغار، شباب وصبايا، سياسيين وفنانين، كلن علّقوا وقالوا كلمتهم، قالوا إنو نداء صنعت ملحمة وطنية بمستوى عالمي، فيها موسيقى شرقية أصيلة، بس بلمعة حديثة، فيها عمق، فيها فخر، فيها دمعة ما بتروح، حتى العزف، التوزيع، الكليب، وكل تفصيل كان محسوب، مدروس، وكلو صار جزء من قصة اسمها "ست الكل".
نداء شرارة… الفن الملتزم مش موضة، هو رسالة، وهي حاملتا على كتافا متل تاج!
مش أول مرّة نداء بتفاجئنا، بس كل مرّة بتفاجئنا بشكل أعمق، بشكل أنضج، بشكل بيخلي الكلمة تلبس صوتها متل فستان مفصّل عالقياس، وبهالغنية تحديدًا، بتِبَيّن كيف الفن الحقيقي ما بيموت، ولا بيغيّرو الزمن، لما بتغني "لو داروا الأيام، ولو قسيوا الأيام، بكرا جاي الخير، الفرحة بتلبق لك"، بتحس حالك عم تبكي وتضحك بوقت واحد، لأنو في أمل، في حب، في دفى، وهيدي هي نداء، صوتا مثل حضن أم، مثل شمس طالعة بعد غيمة طويلة.
نداء شرارة مش بس فنانة بتغنّي، نداء مشروع وطني فني ثقافي بيحترم ذكاء المستمع، بيحترم قلبه ووجعه، وبيعرف كيف يدق على الوتر الصحّ، ما عم تركض ورا الشهرة الفاضية، عم تركض ورا الأغنية اللي بتعيش سنين، وهيدا الشي بيظهر بوضوح بـ"ست الكل"، أغنية من الآخر، ممكن تعيش متل النشيد، تنسمع بالمدارس، بالتلفزيونات، بالحفلات، بالبيوت، وبين القلوب، لأنو نداء شرارة ببساطة بتعرف شو تقول، وكيف تقول، ومتى تقول، و"ست الكل" مش بس أغنية جديدة، هيدي علامة، صفحة، ومرحلة بفنّها.
مسك الختام؟ لا، لأنو كل ما نعيد سماع "ست الكل"، منكتشف إنو الحبّ ما إلو نهاية… بس بيبلّش بصوت اسمو نداء!
إذا الأغاني الجيّدة بتخلي المستمع ينبسط، فالأغاني العبقرية متل "ست الكل" بتخليه يحب، يبكي، ويتذكّر، نداء شرارة اليوم ما بس طرحت عمل جديد، نداء صاغت نشيد حب، فصّلته على مقياس الوطن، على مقياس القلب العربي، على مقياس كلّنا، وسجّلت انتصار جديد بإسم الفن النظيف، وبإسم القلب الكبير اللي اسمه نداء شرارة.