مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :سميه محمد عدد المشاهدات : 357 مشاهدات
"
تغطية خاصة من القاهرة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
بأنفاس مقطوعة وبكلمات مشحونة بالحقيقة، انطلقت أغنية "خلصت خلاص"، العمل الفني يلي فَجّر الساحة وخلّى الكل يرجع يحس إنو الأغنية مش بس لحن وكلام، بل حالة وجودية كاملة. العمل هيدا ما إجا صدفة، ولا هو مجرد أغنية جديدة بتنضاف للريبرتوار، بل هو صرخة مكتومة طلع صداها من قلب شاعر، وانقالت بصوت مطرب، وانولدت من تلات قلوب فنّية اشتغلوا بتوازن نادر وقدّمو للعالم عمل رح يضلّ محفور سنين طويلة.
من أول سطر "مفيش فرصة جديدة ولا فيه كلام تاني"، الشاعر محمد عبد الرحمن قرّر يقلب الصفحة، بس قبل ما يسكرها، حفر ع وجعها كلمات، كلمات بتعبّر عن كل حدا تعب، وانكسر، ووعى متأخر، بس وعى، وبصوت صارخ داخلي بيقول "ده حبك ياما غرقني وأذاني"، بيعلن إنو الخلاص مش ضعف، بل وعي، بل انتصار خاص، بل لحظة مواجهة مع الذات، مع القلب يلي كان "تايه" وفجأة "فوق"، ورجع لعقله، بعد ما خسر كتير، وربح حاله.
"خلصت خلاص" هي صرخة النضج، هي نشيد النهاية الكريمة، هي ولادة من تحت الرماد، ومش صدفة أبداً إنو الصوت يلي حمل هالكلمات كان صوت مسلم، المطرب يلي بيلبس كل جملة وكأنها قصته، وبينطق كل وجع وكأنو عاشه، مسلم قدر يغوص بالكلمات، ويتلحّف باللحن، ويصير صوته موجة بتاخد المستمع لمطرح بعيد، مطرح بيوجع بس بيريّح.
بس هالنجاح ما كان لينوجد لولا فريق العمل الكامل، يلي اشتغل بإخلاص وفن وعين بصيرة، وما خاف يقول وجع الناس بصوت عالي.
الشاعر محمد عبد الرحمن ما كتب مجرد كلام، هو كتب جرح، كتب صدمة، كتب الحقيقة بدون فلاتر، وقدّم جملة بترن ببالك وبتقعد جوّاتك، وكأنو كل شخص فينا مرق يوم بهالحالة. محمد هو مش بس شاعر، هو مهندس وجدان، يعرف يزرع الكلمة بمطرحها، ويخليها تطلع ثمار من شعور نقي.
الملحن معاذ زين، يلي اشتغل ع اللحن وكأنو بيبني حلم، عطى الجملة مساحتها، وفَصَّل النغمة على قياس الإحساس، ما ضيّع لحظة، وما سمح للحن يكون تقليدي، بل خلق منه سحر، شغف، وشوق. لحنه كان صادق، ومثل الموج، بيجي ويخطفك وما بيرجعك مثل ما أخدك.
والموزّع إسلام شوقي، عبقري التفاصيل، يلي عرف كيف يسيطر ع الحالة بدون ما يطغى، وزّع بعين شاعر، مش بتقنيات باردة، وزّع بصوت، بسكوت، بلحظة فراغ، بخبطة إيقاع، وخلّى الموسيقى تمشي جنب الكلمة مش قدامها ولا وراها، وبهيدا التناغم، وصلت الأغنية لوجدان الناس كما هي: خام، صافية، جارحة بس حقيقية.
وإذا في نجم بهيدا العمل، بيكفي يكون مسلم. الصوت يلي صار ماركة بالألم الصادق، يلي قدر يعبّر عن كل حدن حب، وانخدع، وسكت، وبعدين قرر يقوم من تحت الركام، مسلم ما بس غنّى، مسلم عرّى حاله، بصوته، بروحه، بنبرة توجع وبتخلّي القلب يرجف، وأكد إنو فنان من طينة نادرة، فنان بيعرف يسمع الكلمات بعقله قبل ما يغنيها بحنجرته.
هيدا الفريق، من الشاعر للملحن للموزع للمطرب، خلقوا ورشة حبّ صادق، وقدموا عمل مكتمل العناصر، مش مجرد أغنية... بل محطة، لحظة، قصة متكاملة، من أول جملة لآخر تنهيدة، من أول نغمة لآخر صدًى بيترك فيك أثر، وهالأثر ما بينمسح، لأنو بيعبر عن لحظة كتير منّا ما قدرو يعبّروا عنها.
"خلصت خلاص" مش بس عنوان، هو قرار، هو حالة فنية موسيقية أدبية، بتشبه الجيل يلي عم يفتّش ع الحقيقة، يلي ما عاد بده يعيش بوهم، ولا يغني للحب الكاذب، بل يوقف، يصرّح، ويقول: خلصت... فعلاً، خلاص.