منقباد سال بها الماءُ حاملاً وجوه الأطفال إلى الغياب_ جريدة الراي

بتاريخ :الاثنين 13 اكتوبر 2025

الناشر :محمد جلال   عدد المشاهدات : 61 مشاهدات

منقباد سال بها الماءُ حاملاً وجوه الأطفال إلى الغياب.

كتب / محمود جلال 

لم يكن المصرفُ أعمقَ من إهمالهم ولا أظلمَ من قلوبٍ تحكم ولا تبصر.
كل شيءٍ كان يصرخ منذ سنين الطريقُ مائل والجدارُ آيل والقدرُ يتهيأ... لكن أحدًا لم يسمع.
حتى إذا جاء اليوم المشؤوم خرج الصغارُ بزيّهم المدرسي كأنهم ذاهبون إلى الدرس الأخير من حياةٍ قصيرة فعادوا في أكفانٍ من طين.

يا سادة الكراسي العالية ما نفع اللقطات وأنتم لا ترون إلا حين تشتعل الكاميرات؟
يا محافظًا يلبس المهابة في الصورة أين كنتَ حين كان الطريق يصرخ تحت أقدام الفقراء؟
ويا وزراء النقل والتعليم إن الطرق التي تبتلع التلاميذ لا تُسمّى طرقًا بل فخاخًا نُصبت بأيديكم ثم أغمضتم عنها البصر.

أيها النواب ما زال الناس ينتظرون منكم صوتًا ولو كذبًا يشبه البشر
أما نحن فقد مللنا انتظار المسؤولين التي لا تأتي إلا بعد الفاجعة لتسجّل المأساة رقم ألفٍ في سجلّ الفشل.

رحم الله الصغار الذين خرجوا طلبًا للعلم فعادوا درسًا قاسيًا في الغفلة الوطنية.
وسيبقى هذا الطريق شاهدًا على أن الموت أرخصُ من إصلاح مترٍ من الأسفلت
وأن المسؤولين مقصرين التي لا يحمو أبناءهم...

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية