الشوك والحقيقة_ جريدة الراي

بتاريخ :الأحد 28 سبتمبر 2025

الناشر :محمد جلال   عدد المشاهدات : 751 مشاهدات

الشوك والحقيقة

محمد جلال اللقاني

منذ عامين أو أكثر وأنا أبحث عن حقيقة وجودي في هذه المرحلة السانحة من العمر، كالغريب تمامًا لم أجد لي صاحبًا أو خيالًا معارضًا، وكان الاستنباط المتكرر في جهةٍ آخرى بعيدة تمامًا عما تؤول إليه الحقيقة، يمكن أن يُصنف خوف من المستقبل أو بالمعنى الصحيح عدم تأكُدنا من المستقبل، وتبينت لي أفكارًا واسعة من الخيال يمكن في النهاية أن نصل للحقيقة. 

ولكن الاستجواب في نظري كان في الشهرين الماضيين، ولحسن حظي أني لمست جُزءًا من الحقيقة، حقيقة أنني مسئول، نعم كانت الأفكار متواجدة معي على الدوام في المراحل العمرية المختلفة لكنني لم أقع في أختبارًا واحدًا يستوجب مصارحة النفس، العمل هو السبيل الوحيد لينجي الإنسان بنفسه من هؤلاء الحمقى المتواجدون حوله في كل أركان الحياة.

حدثت تغيرات كثيرة في العشرين عامًا الماضية، تطورت كثيرًا وواكبتُ تطور مصر على مدى الأعوام المتتالية، فالنُضج ليس فقط في ضخامة الأجسام والتقدم في العمر، إنما النُضج سمة العقل، كلما ازداد اتساعًا كلما كان كبيرًا واعيًا، ولكنني لا أستطيع ألا أتحدث، الأمر يستوجب الحديث العاجل، كنت على مهلٍ دائمًا كالجمال حينما تجتزّ على ما اختزنته داخل أمعدتها من طعام، لكن الآن الاختلاف واجب، الشباب يملئون المقاهي ليل نهار ويريدون أن تسقط عليهم مائدة من السماء، مستحيل!.

أكتشفت أن كل تلك الحوادث والجرائم التي نراها يومًا تلو اليوم لم تكن لتحدُث لولا وجود قوانين قامعة تردع المجرمين وتكُبهم في السجون الهالكة، ولعل سببًا بعيدًا هو أشبه باليقين "التربية"، والعامل المشترك في هذا المقصد هو الأب والعائلة، دور الأب في أرتكاب هذه الجرائم، ولكنني أكتشفت أن الأب هو المذبوح والمدحرج رأسه أسفل الأسباب، لكنه خلف كل مأساة من المآسي ستجدهم يقولون غياب الأب هو السبب الرئيسي. 

×

❮ ❯