القليوبية على خط التصويت… بين حرارة الشارع وفتور المشاركة

بتاريخ :الاثنين 24 نوفمبر 2025

الناشر :سلمى عبد الفتاح   عدد المشاهدات : 75 مشاهدات


متابعه/ احمد عبده
في يوم انتخابي جديد، وقفت القليوبية على بوابة اختبار سياسي تعود إليه كل دورة، لكن شبرا الخيمة هذه المرة بدت أكثر اتزانًا بين الحضور والغياب؛ إقبال متوسط لا يكشف عزوفًا كاملًا ولا يعلن انتفاضة صناديق، بل يعبر عن مزاج عام يتأرجح بين الرغبة في التأثير والخشية من جدوى الأصوات. مشاهد الطوابير أمام بعض لجان شرق شبرا منحت الصورة قدرًا من الحيوية، فيما بدت لجان أخرى ساكنة إلا من خطوات متقطعة تطرق أبوابها دون زخم.

اللافت في هذا اليوم حضور النساء بكثافة؛ وجوه تحمل إحساسًا بالمسؤولية ووعيًا يتقدم خطوات كثيرة على مشهد سياسي يحاول أن يستعيد ثقته عند الناس. وعلى الضفة الأخرى، ظل الشباب هو الغائب الأبرز، وكأن جيلاً كاملًا ينتظر خطابًا سياسيًا أكثر وضوحًا كي يمد يده إلى صناديق الاقتراع بثبات. تباين الإقبال بين الأحياء يكشف أيضًا حجم الفجوة في الوعي والتنظيم، فهناك مناطق تتحرك بدافع الانتماء أو الحس الجماعي، وأخرى تتريث كأنها تقيس المسافة بين التصويت والتغيير المنتظر.

الإقبال المتوسط ليس حالة ضعف بقدر ما هو رسالة تحتاج القراءة؛ رسالة تقول إن المواطن يريد دورًا حقيقيًا في تشكيل البرلمان المقبل، لكنه لا يزال يفتش عن جدوى صوته وسط المشهد. إنها معادلة دقيقة تجمع بين الحماس والشك، بين رغبة المشاركة وبين إرث طويل من التوقعات المؤجلة. وإلى أن تكتمل الصورة، يبقى صوت الناخب هو البوصلة الوحيدة القادرة على إعادة تشكيل المشهد، إن أراد لها أن تشير حقًا إلى المستقبل.

وفي نهاية اليوم، تبقى شبرا الخيمة والقليوبية عمومًا مرآة للمصري حين يقف أمام صندوق يختبر إيمانه بالوطن… ويضع ورقته كأنها رسالة صغيرة في بريد الغد.

اخبار أخري

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية