مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة د / اميره بلال
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
الناشر :انجى باسم عدد المشاهدات : 115 مشاهدات
الشرق الأوسط بين النفط والتحول: اقتصاد على مفترق طرق ـ جريدة الراي
بقلم: د / أحمد عبده
في لحظة تتشابك فيها الأزمات العالمية، وتتكشف فيها هشاشة بعض الاقتصادات، يبرز الشرق الأوسط كمنطقة تجمع بين ثروات طبيعية هائلة وتحديات اقتصادية عميقة. فالنفط، الذي طالما كان العمود الفقري للاقتصادات العربية، أصبح اليوم محور تقلبات عالمية تؤثر مباشرة على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.
تشير آخر البيانات إلى أن أسعار النفط شهدت تذبذبات حادة خلال العام الحالي، بين ارتفاعات مفاجئة وهبوط حاد، وهو ما انعكس على عائدات الدول المنتجة وقدرتها على تمويل مشاريع التنمية. وفقًا لتقارير وكالة الطاقة الدولية، تراوح متوسط سعر برميل النفط في النصف الأول من 2025 بين 84 و92 دولارًا، مع توقعات بزيادة الطلب العالمي على الطاقة التقليدية رغم تحوّل بعض الاقتصادات نحو الطاقة المتجددة.
في المقابل، تواجه اقتصادات المنطقة ضغوطًا متعددة: التضخم المرتفع، ارتفاع تكاليف الاستيراد، ضعف بعض الصناعات المحلية، وتأثير الأزمات الجيوسياسية على سلاسل التوريد العالمية. ومع ذلك، تظل هناك فرص واعدة: زيادة تحويلات العاملين بالخارج، انتعاش السياحة بعد سنوات الركود، وتنامي الاستثمارات في بعض القطاعات غير النفطية.
مصر، على سبيل المثال، تسير بخطى محسوبة نحو تنويع الاقتصاد، من خلال تطوير الصناعة والسياحة، ودعم ريادة الأعمال والتكنولوجيا. خبراء اقتصاديون يرون أن الاستثمار في القطاعات الجديدة ليس فقط خيارًا استراتيجيًا، بل ضرورة لمواجهة أي تقلبات مستقبلية في أسواق النفط العالمية.
وعلى الرغم من كل التحديات، فإن الفرص الحقيقية تكمن في التحول الاقتصادي الذكي: إصلاح البنية التحتية الاقتصادية، دعم التعليم والتدريب المهني، تعزيز الإنتاج المحلي، وتنمية الصناعات التحويلية والخدمية. هذه الخطوات يمكن أن تحول التحديات إلى محركات للنمو، وتحمي اقتصادات المنطقة من الصدمات الخارجية.
في نهاية المطاف، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن دول الشرق الأوسط من الاستفادة من هذه المرحلة الفريدة، وتحويل الاعتماد على النفط إلى اقتصاد متنوع قادر على مواجهة المستقبل بثقة ويقظة؟ الإجابة لا تكمن فقط في السياسات الحكومية، بل في رؤية شاملة توازن بين الاستثمار، الإصلاح، والابتكار، وتعيد للأمل مكانه في قلوب الشعوب.