التعليم المصري في "توتية" وسر الخروج من معيار الجودة العالمي ...

بتاريخ :الأربعاء 18 اكتوبر 2017

بقلم : إيمان حسين 

رصد هاشتاج "التعليم المصرى فى تويتة"، أبرز المشاكل التى يعانى منها التعليم المصرى، فكانت الدروس الخصوصية وكثافة الفصول والمدارس المتهالكة والعجز في عدد المعلمين من أبرز تغريدات الهاشتاج الذي تداولة الكثير من رواد "توتير" .

التعليم مقياس تقدم الأمم، وهو مقياس نجاح الأنظمة وعليه يقاس مدي وعي تلك الأنظمة للنهوض بمستقبل الدول، 
ويعد التعليم من أكبر المشكلات التي تواجه أي نظام حكومي .

فإذا نظرنا إلي التعليم في مصر لنجده خارج معيار الجودة العالمي فلا نندهش، فهذا الخروج نتيجة طبيعية بسبب تراكم أخطاء لا حصر لها منذ عدة سنوات مضت. 

* أبرز المشاكل التي تواجه التعليم في مصر ...
بدايةً من كثافة الفصول مايؤدي إلي إنحدار مستوي التعليم بسبب ضعف القدرة علي التعلم والفهم الجيد للتلميذ، ويقابله مجهود غير عادي من قبل المعلم ليس لتوصيل المعلومة فهذه رفاهية ندر وجودها حالياً ليحل محلها الدروس الخصوصية، ولكن المجهوذ يبذل للسيطرة علي التلاميذ فقط. 
إلي جانب المدارس المتهالكة والتي لاتليق بأن تكون مكاناً لتلقي العلم، فقد نري في بعض المدارس بالقري التلاميذ وهم يفترشون الأرض داخل الفصول لعدم قدرة المدرسة توفير ديسكات للجلوس عليها .
ناهيك عن الدروس الخصوصية التي يصعب السيطرة عليها، 
والمناهج التي تدَّرس وهي لاتمت إلي الواقع أو الحقيقة بأي صلة، والتي تعد ترجمة حقيقة للعقد المبرم بين المعلم والتلميذ، فأصبح التدريس بلا منطق أو فلسفة لأنه يعتمد علي الحفظ والتلقين فقط، فاقداً بذلك طرق تنمية المهارات والذات وتكوين الشخصية القيادية لدي الطالب. 

يأتي بعد ذلك العجز في أعداد المعلمين للمواد الأساسية، والذي تعاني منه أغلب المدارس مما يضع علي كاهل المعلم عبء ثقيل وضغط زيادة العمل والحصص،
إلي جانب فقدان معلمي الأنشطة التي تنمي مهارات الطالب وتشبع حاجته البدنية والروحية، وغالبا لاتعترف المدارس بهذه الأنشطة ولا تسمح بممارساتها داخل المدرسة نتيجة لعجز عدد المعلمين. 
أما الفاجعة الكبري هي وجود بعض المعلمين ليسوا علي مستوي الكفاءة والقدرة لتدريس بعض المناهج، والتي تسند إليهم المدرسة تدريس بعض المناهج نتيجة ضعف إمكانيات المدرسة في سد العجز .

ونتيجة لكل هذه الأخطاء المتراكمة عبر سنوات من عملية الترقيع لواقع بعيد عن التطور العالمي في مجال التعليم المصري أصبحنا ندور في دوامة خارج معيار الجودة العالمي. 

فنشأ لدينا تلميذاً لا يدري ما يدرس ولماذا يدرس وما الغاية من هذه الدراسة.. ! 
فأصبح التعليم بالنسبة له غير مرغوب فيه وشاق عليه، 
فتهدمت ثقافة التعليم لدي هذا الجيل وأصبح إنعدام الهدف وعدم وضوح الرؤية أهم ماطرأ علي هذا الجيل، 
فبات لدينا أعداد هائلة من الطلاب لا يجيدون القراءة والكتابة، لتدني مستوي اللغة العربية فيصعب عليهم قراءة تاريخهم وحضارتهم وكتب تراثهم، فضلاً عن عدم تعلم وإتقان اللغة الإنجليزية مما وضعهم في معزل عن التطور العالمي أيضاً، فأصبحنا أمام عقبة الإطلاع علي العلوم الأخري بالإضافة إلي ضعف لغتنا الأم .

فأصبح التعليم في مصر فقيراً بكل مفرداته " الطالب والمعلم وبيئة التعليم والتنطيم الإداري " .

فكيف نواجه مشاكل التعليم لنضع أنفسنا علي معيار الجودة العالمي.. ؟

علينا توضيح أهمية التعليم للطالب بشكل فعال يربطه بالعملية التعليمية والمعرفة والعلم، وكذلك ربط العملية التعليمية بأهداف الطالب الشخصية، وتدريب الطلاب علي مفاهيم الإدارة بشكل عام خاصة إدارة الوقت والتخطيط للمستقبل بالإضافة إلي المهارات الشخصية، ضرورة التعامل مع الطلاب والتلاميذ علي أنهم قادة المستقبل وتنمية الثقة في أنفسهم.

توضيح أهمية وقدر المعلم وإحترامه،تأهيل المعلمين تأهيلاً يلائم إحتياجات التعليم الحديث، ضرورة تطوير الأساليب التعليمية التي تنمي قدرة الطالب علي الإبداع، ضرورة منح السلطة المناسبة التي تمكن المعلم من القيام بعمله، والأهم الاهتمام بالمعلم مادياً ومعنوياً.
سوق العمل حالياً يحتم علينا وضع مناهج تعليمية تتوافق مع متطلبات العصر الحديث من خلال الخبراء المتخصصين، الإهتمام بالوسائل التعليمية العملية كالمعامل و غرف الوسائط المتعددة وإعداد مباني للمحاكاة لتطبيق العلوم المختلفة.

ولتطبيق كل هذه الخطوات يجب القيام بخطوة في غاية الأهمية... 
وهي أن يكون التعليم يتبع مجلس أو هيئة مختصة لا تدخل ضمن صلاحيات أي وزير، علي أن تتولي هذه الهيئة تخطيط ورسم وتنفيذ ومتاب سياسة تعليمية متكاملة،
وتكون مهمة وزارة التعليم تنفيذ هذه السياسة بعيداً عن هوي وقرارات اي وزير،
فلن يصلح التعليم إلا إذا خضع التعليم لسياسة واضحة مستقرة لا تتغير من وزير إلي آخر .

فإذا نظرنا إلي مشكلات التعليم السابقة هل هي أخطاء مقصودة ممنهجة لإضعاف مستوي التعليم في مصر ..؟؟
وهل هي مشكلة ضعف الإمكانيات فقط ام أساسيات تعليمية تهدف إلي تجهيل الشعب وتقليل فرص مهاراته ونبوغه.. ؟

فليس من الطبيعي في بلد تخطي تعدادها الـ 90 مليون نسمة ألا يوجد بها كوادر وعلماء يستطيعون تفادي وحل ازمة التعليم في مصر .

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الراي المصرية