مسجله بالمجلس برقم 0191160
رئيس مجلس الادارة / وائل عبداللاه الضبع
نائب رئيس مجلس الإدارة / رحاب على
رئيس تحرير تنفيذى/ منى الطراوى
بقلم / عبدالله الشافعى
نسمع الأئمة فى المساجد ، والخطباء على المنابر ، يدعون دعوة الكل يتمنى تحقيقها لنفسه ، والكل يطلب مرادها ، وهى "اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة" ، فالبعض يعرف علامات حسن الخاتمة ، والبعض لا يعرفها ، فما هى علامات حسن الخاتمة ؟ .
علامات حسن الخاتمة معتمدة على حياة الإنسان ، إن عاش الإنسان فى حياته على طاعة الله وعلى هدى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رزقه الله بحسن الخاتمة ، أما إن كان بعيدا عن منهج الله وبعيدا عن منهج سنة سيدنا رسول الله لم يرزقه الله تبارك وتعالى بها ، فربنا سبحانه وتعالى يقول "أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون" ، وقد قال الإمام ابن كثير معلقا على هذه الآية "إن الله الكريم أجرى بكرمه أن من عاش على شىء مات عليه ، وأن من مات على شىء بعث يوم القيامة عليه".
وعلامات حسن الخاتمة تختلف باختلاف حالة الإنسان وقربه من ربه سبحانه وتعالى ، ومن هذه العلامات : أن يوفق العبد قبل موته للإبتعاد عن ما يغضب الله سبحانه وتعالى ، والتوبة من الذنوب والمعاصى ، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير ، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحالة الحسنة ، فقد روى عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله ، قالوا: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته" ، ومنها: النطق بالشهادة عند الموت ، فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان أخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" ، ومنها الموت برشح الجبين ، أى: أن يكون على جبينه عرق عند الموت ، فقد روى عن سيدنا بريدة بن الحصيب أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "موت المؤمن بعرق الجبين" ، ومنها: الموت ليلة الجمعة أو نهارها ، فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" ، ومنها: الاستشهاد فى ساحة القتال فى سبيل الله ، أو موته غازيا فى سبيل الله ، أو موته بمرض الطاعون أو بداء البطن كالاستسقاء ونحوه ، فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تعدون الشهداء فيكم؟ قالوا من قتل فى سبيل الله فهو شهيد ، فقال سيدنا النبى إن شهداء أمتى إذا لقليل ، قالوا فمن هم يا رسول الله؟ قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في الطاعون فهو شهيد ، ومن مات في البطن فهو شهيد ، والغريق شهيد" ، ومنها: الموت بسبب الهدم ، لما روى عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد فى سبيل الله" ، ومنها الموت بالحرق وذات الجنب ، رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد أصنافا من الشهداء فذكر منهم الحريق ، وصاحب ذات الجنب: وهي ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع ، ومنها الموت بداء السل ، حيث أخبرنا سيدنا رسول الله بأنها شهادة ، ومنها أنه صلى الله عليه وسلم قال "من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد" ، ومن علامات حسن الخاتمة، وهذه العلامة خاصة بالنساء : موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو هي حامل به ، سيدنا عبادة بن الصامت أنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخبر عن الشهداء ، فذكر منهم: والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة ، يجرها ولدها بسرره إلى الجنة".
هذه العلامات إن ظهرت أو تم وقوعها للميت ، لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة ، ولكن يستبشر له بذلك ، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه الحكم بأنه غير صالح أو نحو ذلك ، فهذا كله من الغيب ، والله سبحانه وتعالى يقول "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون"